انعقاد المنتدى الاستثماري الأردني- الجزائري

انعقاد  المنتدى الاستثماري الأردني- الجزائري

أختتمت في العاصمة عمان فعاليات المنتدى الاستثماري الأردني الجزائري والذي نظمته جمعية رجال الأعمال الأردنيين بالتعاون مع الكنفدرالية الجزائرية لأرباب العمل وبرعاية كريمة من بنك الاسكان، وتم بحث تعزيز العلاقات الاقتصادية الأردنية الجزائرية في مختلف المجالات وإيجاد سُبل لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وفتح آفاق جديدة لإقامة المشاريع الاستثمارية، والتشبيك بين مجتمعي الأعمال من كلا الجانبين و ضم المنتدى مشاركة لنخبة من رجال الأعمال الأردنيين والجزائريين الممثلين لعدد من القطاعات الاقتصادية الهامة.

وافتتح أمين سر جمعية رجال الأعمال الأردنيين العين المهندس عبد الرحيم البقاعي أعمال المنتدى مؤكداً بأن لقاء اليوم هو انعكاس لجهود الجمعية في تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين في مختلف المجالات، وبما يساهم في اقامة مشاريع استثمارية مشتركة و زيادة حجم التجارة البينية، لافتاً الى امتلاك الأردن للعديد من المقومات التي تتيح له أن يكون مركزاً اقليمياً للأعمال وبوابة لدخول أسواق المنطقة، ولتمتع القطاعات الاقتصادية بمزايا تنافسية متنوعة الى جانب اتسام الاقتصاد الأردني بالانفتاح التجاري مما يتيح المجال للجانب الجزائري الاستفادة من مزايا الاتفاقيات التجارية الحرة ، التي يرتبط بها الأردن مع أهم التكتلات الاقتصادية العالمية، كما ويمكن للجانب الأردني الاستفادة من خبرة الجانب الجزائري واتفاقياته التجارية في الدخول الى السوق الافريقي.

وأشار البقاعي الى امتلاك القطاعات الصناعية الأردنية المتطلبات اللازمة لدخول السوق الجزائري خاصة في مجالات المكونات الصيدلانية، الألبسة، الصناعات الكيميائية والأسمدة، الى جانب صناعات البلاستيك والمطاط والصناعات المعدنية والتي تمثل جميعها فرصاً تصديرية غير مستغلة بالشكل الكامل بعد.
واستعرض البقاعي عدداً من النقاط التي تهم مجتمع الأعمال الأردني منها العمل على تذليل الصعوبات التي تحد من الاستفادة من الفرص المتاحة لدى كلا الجانبين وذلك من خلال التوجه نحو تفعيل اتفاقية التجارة الثنائية الموقعة بين البلدين في عام 1997 بشكل أكبر وزيادة دور اللجنة الفنية التجارية المشتركة والتي تم انشائها بموجب الاتفاقية مع التأكيد على أهمية التوجه نحو وضع خارطة طريق لتنويع قاعدة السلع المتبادلة بين الجانبين وتقليل المعوقات الجمركية وغير الجمركية لتسهيل انسيابية السلع، خاصة وأن حجم التبادل التجاري وكذلك الاستثماري لا يزال أقل من مستوى الطموحات.
ولفت البقاعي الى أن حجم التجارة البينية في نهاية عام 2020 ما يقارب 174 مليون دولار شكلت الصادرات الأردنية منها 49 مليون دولار بينما المستوردات بلغت 124.8 مليون دولار، مما يعكس أن عجز الميزان التجاري يصب في صالح الجزائر، أما بالجانب الاستثماري فبلغ ترتيب الجزائر على مستوى الدول المستثمرة في سوق عمان المالي المرتبة 65 من أصل 95 في عام 2021 بقيمة استثمارات 51.3 ألف دولار.
وأكد البقاعي على أهمية مواصلة تنظيم لقاءات مشتركة بين مجتمعي العمال من كلا الجانبين وتوفير قاعدة معلومات ثنائية معتمدة تتضمن جميع المعلومات التي تهم المستثمرين من الجانبين الأردني والجزائري من تشريعات وأنظمة والفرص المتاحة للاستثمار وكذلك للاستيراد والتصدير.
مبيناً أنه في ظل الظروف الراهنة التي فرضتها الأزمات العالمية، كالحرب الروسية- الأوكرانية أصبح التوجه العالمي نحو الاستثمار في الأمن الغذائي لتجنب التأثر بانقطاع سلاسل التوريد وتقلبات الأسعار، مما يستدعي الاهتمام بالاستثمار العربي المشترك في مجالات الصناعات الغذائية، القطاع الزراعي والثروة الحيوانية من خلال استراتجية تدعم الأمن الغذائي وتشجع توجيه المزيد من الاستثمارات نحوه ويمكن التعاون في هذا الشأن على مستوى القطاع الخاص من كلا البلدين.
بدوره، ثمن السيد محمد تفارت ممثل رئيس الكنفدرالية الجزائرية لأرباب العمل ورئيس الفدرالية الوطنية للصحة عقد المنتدى الأردني الجزائري في دورته الأولى الذي جاء ليعكس عمق العلاقات القوية والتاريخية بين القيادتين والشعبين اللذين تحدوهما رغبةً في توطيد الشراكة الاقتصادية لتكون في مستوى تلك العلاقة المتميزة بين البلدين.
وأكد ضرورة إقامة شراكات قوية بين البلدين وبناء تكتلات اقتصادية لدعم وزيادة الأنشطة الاستثمارية ومناخ الأعمال المشتركة بين الكنفدرالية الجزائرية لأرباب العمل ونظيرتها جمعية رجال الأعمال الأردنيين.

وعبر السيد شاكر العموش سفير المملكة لدى الجمهورية الجزائرية عن أمله بأن يكون المنتدى بداية لتأسيس شراكات متينة بين البلدين، تحقق نوعاً من التكاملية الاقتصادية وزيادة مبادلاتهما التجارية وتعزيز فرص الاستثمار، مؤكداً أن الأردن يزخر بالفرص الاستثمارية الواعدة ومقومات داعمة لها. وأشار إلى أن المنتدى يشكل دافعاً قوياً بمجال السياحة العلاجية وتبادل الزيارات والاستثمارات السياحية، داعياً الجانب الجزائري للاطلاع على التجربة الأردنية بمجال السياحة العلاجية وفتح الآفاق أمام تبادل الخبرات والتدريب بمجال السياحة والفندقة.

من جهتها، أكدت السيدة أسماء لبيض القائمة بالأعمال بالنيابة بالسفارة الجزائرية لدى المملكة أن المنتدى يعد إحدى سبل تعزيز وتطوير التعاون الاقتصادي المشترك والاستثمارات وإزالة المعيقات في ظل وجود رغبة قوية من قيادتي البلدين لتعزيز العلاقات الاقتصادية، بما يتناسب مع الإمكانيات المتوفرة.
وأشارت إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل إلى 72 مليون دولار خلال الربع الأول من العام الحالي 2022، مقابل 32 مليون دولار للفترة نفسها من العام الماضي، مؤكداً أن هذا يعكس رؤى الجانبين في تطوير مبادلاتهما التجارية.

من جهته، دعا عطوفة السيد زاهر القطارنة أمين عام وزارة الاستثمار القطاع الخاص الجزائري والأردني، لتبادل وجهات النظر وتبادل الأفكار، بما يكفل تعزيز العلاقات الاقتصادية التجارية بين البلدين الشقيقين، وتكثيف الزيارات المتبادلة للوفود الاقتصادية والتجارية للاطلاع على ما تزخر به الخارطة الاستثمارية والتجارية، والعمل على إقامة المشاريع والشراكات المختلفة.
وأكد القطارنة حرص وزارة الاستثمار على توفير جميع التسهيلات اللازمة للاستثمارات الجزائرية في الأردن، وبذل كل ما يمكن لتثبيت وتعزيز حضورها على خارطة الاستثمار بالمملكة التي تعتبر مركزاً إقليمياً للتجارة والاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وعلى هامش أعمال المنتدى وقعت جمعية رجال الأعمال الأردنيين مذكرة تعاون مع الكنفدرالية الجزائرية لأرباب العمل و تهدف الاتفاقية التي وقعها أمين سر الجمعية العين المهندس عبد الرحيم البقاعي وعن الكنفدرالية الأمينة العام بن شوبة فتيحة الى تدعيم علاقات التعاون بين مجتمعي الأعمال من كلا الجانبين وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري وتطوير العمل المشترك وبما يخدم ويوسع آفاق العلاقات الاقتصادية بين كلا البلدين.

كما و تهدف الاتفاقية الى تشجيع التعاون المشترك بين مجتمعي الأعمال مما يساهم في زيادة حجم التبادل التجاري وتوسيع قاعدة الأنشطة الاقتصادية بين البلدين وتبادل المعلومات الاستثمارية وتبادل زيارات الوفود التجارية بالاتجاهين، وتعتبر الاتفاقية خطوة مهمة لتعميق العلاقات الثنائية في مختلف المستويات والهادفة الى دعم الاقتصاد الوطني ودفع عجلة النمو وتوفير فرص عمل من خلال جذب الاستثمارات الجزائرية والاستفادة من العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين.
وفي أعمال الجلسة الأولى تحت عنوان ” آفاق الفرص الاستثمارية في الأردن” تم تقديم عدد من العروض التقديمية، وتناولت أعمال الجلسة الثانية نبذة عن الكنفدرالية الجزائرية لأرباب العمل وآفاق الفرص الاستثمارية في الجزائر.