نظمت جمعية رجال الأعمال الأردنيين في مقر الجمعية ورشة عمل حول حوكمة الشركات العائلية يوم الأحد الموافق 25/2/2019 وذلك بحضور عدد من أعضاء الهيئة العامة، وافتتح الورشة أمين سر الجمعية المهندس عبد الحليم عابدين الذي أكد في كلمته على أهمية حوكمة الشركات العائلية كضمان لإستمرارية هذا النوع من الشركات، وأن وجود اطار الحوكمة يساهم بشكل أساسي في حماية الشركات العائلية وتوفير القدرة على التعامل مع التحديات والعقبات المختلفة، بجانب دورها الحاسم في تطوير الأجيال القادمة وضمان تحسن أداء الشركات العائلية من خلال وجود هيكل تنظيمي قائم على أسس متينة يساهم في إرساء قواعد إدارة العمل وتفيذه ومراقبته. كما وأتى هذا اللقاء من إيمان الجمعية بأهمية تكريس ونقل خبرة أعضائها في مختلف القطاعات الاقتصادية وذلك من خلال تكثيف مثل هذه اللقاءات بشكل دائم.
وقدم عضو الجمعية سعادة السيد غسان نقل شرحاً تفصيلياً حول حوكمة الشركات العائلية مستعرضاً من خلالها تجربته العملية في مأسسة شركة نقل وما تضمنته العملية من تحديات وعقبات، وأوضح أن أهم قرار يجب اتخاذه في سبيل تحقيق مبدأ الحوكمة هو فصل الإدارة عن الملكية حيث أن الأداء المالي للشركة يصبح أفضل مع استخدام الأنظمة وأن تحديد الميثاق العائلي وقواعد البروتوكول العائلي يخفف من احتمالية وجود المشاكل بحيث يتم تحديد ما على أفراد العائلة من واجبات والتزامات بجانب تضمنها لاقتراحات حول حلول لمشاكل متوقعة في المستقبل، مؤكداً بأن أفضل استثمار هو الاستثمار في الموارد البشرية والتكنولوجيا لما لهم من عوائد ايجابية في المدى الطويل. كما واستعرض بعض أهم الإحصاءات حول الشركات العائلية موضحاً أن 30% من الشركات العائلية تستمر للجيل الثاني وأن 20% فقط تستمر للجيل الثالث وأن 3 % فقط تستمر إلى الجيل الرابع.
كما أكد على الدور الاقتصادي الهام للشركات العائلية وذلك من خلال مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي وخلق فرص العمل وكذلك زيادة الصادرات الوطنية، مبيناً أن 80% من مؤسسات الأعمال في العالم هي شركات مملوكة من قبل العائلات. كما أن مجموعة نقل اليوم توظف ما يقارب 5,100 شخص وتضم 33 جنسية مختلفة وتضم المجموعة 30 شركة لها 31 سوق تصديري.
كما بين السيد غسان نقل أن اعتماد الشركة على شخص واحد دون وجود هيكل تنظيمي محدد ينتج عنه العديد من الأثار السلبية والتي من أبرزها تراجع في أداء الشركة العام وتأخر في تنفيذ المشاريع وذلك لإفتقار وجود خطط العمل الواضحة والإهتمام بكافة التفاصيل وذلك لكون الصلاحيات متمركزة بيد شخص واحد فقط من هنا جاءت أهمية مأسسة الشركة العائلية لتتحول من عمل عائلي إلى مؤسسة وذلك بتحديد الأنظمة والإجراءات واعتماد الكفاءة في استخدام الموارد بحيث يصبح الأداء أفضل والأخطاء أقل.
كما وأوضح فوائد الحوكمة المؤسسية حيث أن الشركة العائلية الملتزمة بقواعد الحوكمة تحصل على تقييم أعلى من قبل الأسواق المالية وإمكانية الحصول على تمويل أرخص بجانب الولاء للعلامة التجارية. واختتم الورشة بمجموعة من التوصيات والنصائح حول القضايا العائلية كان من أبرزها: أهمية تحديد الواجبات والمسؤوليات والصلاحيات لأفراد العائلة، وأهمية تحديد استراتيجية واضحة للاستثمارات المستقبلية ودور أفراد العائلة فيها، وأهمية فصل الإدارة عن الملكية، وأهمية وجود مجلس إدارة يشمل أفراد العائلة وأعضاء مستقليين، وأهمية فصل الشؤون المالية الشخصية عن الشؤون المالية للمجموعة.