اختتمت في اسطنبول اجتماعات مجلس الأعمال الأردني التركي المشترك بين جمعية رجال الأعمال الأردنيين ومجلس العلاقات الخارجية الاقتصادية التركية DEiK التي عقدت خلال الفترة من 25-26/07/2017، وقد ترأس وفد جمعية رجال الأعمال الأردنيين معالي حمدي الطباع، وضم الوفد عدد من أعضاء مجلس الإدارة والهيئة العامة الجمعية، كما شارك في الاجتماعات مفوض الاستثمار في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة شرحبيل ماضي والدكتور جلال الدبعي الرئيس التنفيذي لشركة المدن الصناعية الأردنية، والتي بحثت مجالات وأفق الاستثمار المشترك في قطاعات المقاولات والانشاءات والطاقة المتجددة والتعليم والمياه والنقل.
وفي كلمته الافتتاحية لأعمال المجلس عبر فيها حمدي الطباع عن عمق العلاقات الاقتصادية التي تربط القطاع الخاص في البلدين الصديقين خاصة في إطار مجلس الأعمال الأردني التركي المشترك وجهود المجلس في التعريف بفرص الاستثمار المتاحة في كافة المجالات في ضوء أن هنالك أكثر من 40 إتفاقية تعاون ثنائية موقعة بين الأردن وتركيا لغاية اليوم، والتي تضع الإطار القانوني للعلاقات المشتركة، كما بين أنه بالرغم من وجود إتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين البلدين، إلا ان العجز التجاري كان في مصلحة الأردن، حيث بلغت المستوردات الأردنية من تركيا خلال العام 2015 و 2014 ما قيمته 835 و 907 مليون دولار على التوالي، فيما بلغت الصادرات الأردنية لنفس الفترة 127 و 126 مليون دولار. مشدداً على أن مجلس الأعمال قادراً على زيادة الصادرات الى تركيا وايجاد فرص استثمارية جديدة مشتركة جديدة ونقل عدد من الاستثمارات التركية إلى المملكة خاصة إلى العقبة. خاصة في مجال المنتجات الصيدلانية ومنتجات البحر الميت والمعادن والملابس والخضروات.
كما استعرض الطباع المشاريع القابلة للاستثمار والتي تم الاعلان عنها من قبل هيئة الاستثمار مؤخراً في قطاعات النقل والطاقة والصناعات الخفيفة وسكك الحديد، مؤكداً بأن الجانب التركي قادر على رفع قيمة استثماراته المتواضعة والبالغة 40 مليون دينار من خلال تلك المشاريع، مبيناً بأن البنك الدولي يشير إلى توقعات نمو الإقتصاد الأردني إلى 2.6% خلال العام 2017، وبنسبة نمو متوقعة تبلغ 3.1% و 3.4% للأعوام 2018 و 2019 على التوالي، إلا أنه وبالرغم من أن هذه التوقعات وتعتمد على التغيرات والأحداث السياسية في دول الجوار بشكل خاص والمنطقة بشكل عام، فإن الأردن قادر على تحقيقها في ضوء جاذبية الفرص الاستثمار والحوافز المقدمة من الحكومة الأردنية في ضل ما يتمتع به الأردن من الأمان والآمان والاستقرار السياسي. إضافة إلى الموقع الاستراتيجي المتميز الذي يربطه بدول المنطقة والعالم وسياسة السوق الحر المفتوح وإمكانية الوصول إلى الأسواق العالمية الرئيسية من خلال اتفاقيات التجارة الحرة التي تربطه مع عدد كبير من التكلات الاقتصادية العالمية، وذلك بدعم من الكوادر البشرية المؤهلة، والبنية التحتية اللازمة لنجاح الاستثمارات.
من جهة أخرى، أكد عمر فردان رئيس مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركية DEiK، بأن الأردن يعتبر من أهم الشركاء الاستراتيجين اقتصادية مبيناً بأن المجلس قام بزيارة المملكة ثلاث مرات هذا العام إضافة إلى زيارة عدد من الوزراء في تركيا إلى الأردن ولقاء نظرائهم تعميقاً لتلك العلاقات، مشيداً باستمراراية ونجاح أعمال المجلس منذ العام 1994، كما ثمن موقف الأردن ملكاً وحكومة وشعباً تجاه أحداث الانقلاب الفاشل في تركيا والذي عززه قوة المؤسسات التركية وتماسكها.
فيما بينت السيده روسار بيكان رئيس مجلس الأعمال الأردني التركي ثقة الجانب التركي في الاستثمار في المملكة الأردنية الهاشمية في كافة المجالات مؤكداً على رغبة عدد من رجال الأعمال الأتراك بإيجاد فرص استثمارية جاذبة اليوم في العديد من القطاعات والمشاريع لما يتمتع به رجال الأعمال الأتراك الخبرة والتمويل اللازم لانجاح تلك المشاريع، وأن الجانب التركي يقوم بمراقبة تطور آلية الاستثمار في المملكة، مشددة على ضرورة استكمال وفتح خط النقل البحري السريع بين البلدين لما فيه من تخفيض لكلف الاستثمار وسرعة النقل وهو ما ينتظره رجال الأعمال الأتراك لبدء استثمارتهم بشكل فوري
كما قدم السيد شرحبيل ماضي، مفوض الاستثمار في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة عرضاً توضيحياً بين فيه دور السلطة في استقطاب وجذب الاستثمارات المحلية والعربية والأجنبية إلى العقبة وحجم الاستثمارات القائمة والمتوقعة خلال الفترة القادمة، والفرص والبيئة الاستثمارية في المنطقه وطرح الفرص الاستثمارية المتاحة، إضافة إلى أوجه التعاون الثنائي في مجال الاستثمار المشترك وتفعيل اتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين البلدين. من جهة أخرى عرض ماضي المشاريع القابلة للاستثمار في المنطق وإجراءات تبسيط ترخيص هذه المشاريع وتقديم كافة التسهيلات والحوافز والإعفاءات المقررة بموجب القوانين والأنظمة، علاوة على متابعة وحل التحديات التي يواجهها المستثمرين.
كما قدم الدكتور جلال الدبعي وكي مروان من شركة المدن الصناعية الأردنية عرضاً توضيحا مبيناً تجربة المملكة الناجحة في مجال المدن الصناعية والتي امتدت على مدار ثلاثين عاما انتجت خمس مدن صناعية في مختلف مناطق المملكة شكلت ركيزة أساسية لاستقطاب الاستثمارات الصناعية المتجهة للمملكة، حيث استقطبت جميع المدن التابعة للشركة قرابة 800 مشروعا استثماريا، مؤكداً على أن تلك الشركات قد استفادت من الحوافز والإعفاءات التي تمنحها المدن الصناعية الأردنية للمستثمرين العرب والأجانب على حد سواء، خاصة بعد استفادتها من الحوافز التي يمنحها قانون الاستثمار بما يتضمنه من خدمة النافذة الاستثمارية والاستفادة من مزايا موقع الأردن الجغرافي في منطقة الشرق الأوسط إضافة إلى عومل الأمن والاستقرار التي يتمتع بها، مبيناً بأن الاستثمار في المدن الصناعية يوفر إعفاء كامل من الضرائب والرسوم على الموجودات وقطع أراضي مطورة، وحزمة متكاملة من خدمات البنية التحتية، اجراءات عمل مبسطة من خلال النافذة الاستثمارية الواحدة، وإمكانية الاستئجار أو التملك للأراضي والمباني، وسهولة الوصول الى الأسواق العالمية، في ضوء أن المدن الصناعية تطبق معايير دولية لحماية البيئة من التلوث، وأن المستثمر الأجنبي له كامل الحق بتملك المشروع وحرية تحويل عوائد الاستثمار إلى الخارج.
هذا وقد عرض مدير عام شركة كيبار للصناعات المعدنية تجربتها في افتتاح أول مصنع لها في الأردن كقصة نجاح للاستثمار التركي في مدينة المفرق، وسهولة إجراءات الاستثمار في المملكة وارتفاع مبيعاته بشكل يفوق الدراسات التي أعدت مسبقاً، وقد بلغ استثماره في المملكة ما يقرب 75 مليون دولار أمريكي تم بناء مصنع متخصص بأسقف وجدران عازلة من مادتي البولي أوريثان والصوف الحراري التي توفر بدورها طبقة عازلة للحرارة ومقاومة للنيران إضافة إلى تصنيع أغطية عازلة داخل مستودعات التخزين والتبريد. كما بين لرجال الأعمال الأتراك بأن سبب توجههم إلى الأردن لما يتمتع ببيئة استثمارية جاذبة وأمن واستقرار وتوسطها الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والخليج العربي.
هذا وقد عقدت لقاءات ثنائية بين رجال الأعمال الأردنيين والأتراك من خلال تواجد ممثلي ما يقارب 55 شركة تركية، أبدت خمس منها رغبتها بالاستثمار المباشر في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وبمشاركة القطاع الخاصة الأردني. هذا وقد قام وفد الجمعية بزيارة ميدانية إلى موقع الطاقة المتجددة لجامعة سابنجي حيث اطلع الوفد على آلية تنفيذ المشروع وآلية تحول الجامعة بكافة مرافقها إلى الاعتماد الكلي على الطاقة المتجددة، كما تم زيارة مجموعة مصانع كيبار في اسطنبول والذي يعد من أكبر الاستثمارات التركية في مجال الأسقف والجدران العازلة.
وعلى هامش أعمال المجلس، اجتمعت اللجنة التنفيذية لمجلس الأعمال الأردني التركي لوضع الترتيبات ومتطلبات القطاع الخاص في كلا البلدين للزيارة المرتقبة لمعالي وزير الصناعة والتجارة والتموين خلال شهر أيلول القادم ومعالي وزير النقل خلال تشرين أول القادم، مؤكدين على ضرورة تظافر الجهود من قبل رجال الأعمال في البلدين لوضع متطلباته لرفع حجم الاستثمار التركي المشترك في المملكة من خلال ضرورة إنشاء خط بحري منتظم سريع RORO، بين الأردن وتركيا. مؤكدين على أن الأردن هو الخيار الأمثل للاستثمار التركي في ضوء رغبة رجال الأعمال الأتراك الملحة للتوسع خارج تركيا والمنطقة.