استقبل صاحب السمو فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بتاريخ 15/12/2016 معالي الدكتور جواد أحمد العناني نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير الدولة لشؤون الاستثمار، ومعالي حمدي الطباع رئيس اتحاد رجال الأعمال العرب وجمعية رجال الأعمال الأردنيين على هامش مشاركتهم في مؤتمر الشراكة العربي الهندي الخامس الذي عقد في مسقط خلال الفترة من 14-15/12/2016، وقد نقل العناني تحيات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية والحكومة إلى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد وتمنياتهم الطيبة لجلالته بدوام التوفيق. وتناول الحديث خلال المقابلة سبل دعم التعاون المشترك ووسائل تطوير مجالاته الاقتصادية ، إضافة إلى تشجيع الاستثمارات المشتركة والتبادل التجاري بما يعزز مصلحة الشعبين الشقيقين. وحضر اللقاء سعادة السيد زهير النسور سفير المملكة لدى مسقط ورئيس غرفة وتجارة صناعة عمان.
وقد ترأس حمدي الطباع وفد اتحاد رجال الأعمال العرب المشارك في أعمال المؤتمر بحضور ما يقارب (350) رجل أعمال عربي وهندي وعدد كبير من الوزراء والمسؤولين والسفراء العرب والهنود، وبين الطباع في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي عقد بحضور صاحب السمو كامل بن فهد آل سعيد بأن عقد هذا المؤتمر في ظل تطورات اقتصادية دولية واقليمية صعبة خاصة ظروف عدم الاستقرار الامني والسياسي الذي تشهده عدة دول عربية التي القت الاحداث بظلالها على اقتصادات الدول العربية واثرت سلبا على استقطاب الاستثمارات الخارجية، وتنفيذ مشاريع البنى التحتية ، إلا أنه الهند تعتبر الشريك التجاري الاستراتيجي للمنطقة العربية فهي ثاني اكبر شريك تجاري وقد بلغ حجم التبادلات التجارية بين الجانبين حوالي 119 مليار دولار عام 2015 تشكل واردات الهند من النفط والغاز نسبة 77.5 % منها . كما ان الهند شريك استثماري هام للمنطقة العربية حيث تبلغ الاستثمارات العربية في الهند 125 مليار دولار، تركزت في قطاعات البنية التحتية وقطاعات الزراعة والصناعات الغذائية والعقار والنفط والغاز وتقنية المعلومات وتكنولوجيا الإتصالات. موضحاً بأن الاستثمارات الهندية في الدول العربية المختلفة قد بلغت 6 مليار دولار متطلعاً إلى المزيد منها لتستفيد من مزايا اتفاقيات التجارة الحرة التي تربط الدول العربية مع بعضها من جانب ومن جانب اخر تلك التي تربط عدد من الدول العربية مع كبرى الاسواق العالمية باعتبار اتفاقيات الشراكة العربية الاوروبية والتجارة الحرة مع اسواق كبرى منها الولايات المتحدة الامريكية وتركيا وكندا مما يفتح تلك الاسواق لمنتجات المشاريع الاستثمارية التي تقام في تلك الدول معفاة من الرسوم الجمركية وذلك من ضمن المزايا الكثيرة التي تحفز رجال الاعمال في الهند للاستثمار في الدول العربية اضافة الى المزايا التي تقدمها المناطق التنموية والمدن الصناعية والمناطق الحرة المنتشرة في العديد من الدول العربية يضاف الى ذلك وفرة الثروات الطبيعية والكفاءات البشرية المؤهلة والانظمة الجاذبة للاستثمار . اضافة الى التعاون في مجال تجارة الترانزيت والخدمات اللوجستية من الهند الى أوروبا وأمريكا عبر البلاد العربية ومن الدول العربية الى جنوب وجنوب شرق آسيا عبر الهند .
مؤكداً على وجود تحديات عديدة في طريق تنمية وتطوير العلاقات الاقتصادية بين الدول العربية والهند الى افاق اوسع، وعلينا مواجهة هذه التحديات وتذليل العقبات لنصل الى الهدف المنشود، ففي مجال التبادل التجاري واذا ما استثنينا النفط والغاز فالميزان التجاري بين الهند والدول العربية يعاني من عجز لصالح الهند بقيمة 29 مليار دولار، ولذا علينا ان نبحث في سبل زيادة الصادرات العربية للهند من السلع ذات التنافسية النسبية مثل الفوسفات والبوتاس والاسمدة والمعادن الى جانب عدد كبير من السلع والمنتجات الاستهلاكية .
وقد ترأس نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد بن حلي وفد الجامعة العربية، كما ترأس الوفد الهندي وزير الدولة الهندية للشوؤن الخارجية السيد أم جى أكبر، وصدر البيان الختامي للمؤتمر الذي تمثل في كونه أكبر حدث يحمل إمكانات هائلة لتحديد العديد من الفرص في مجال التجارة والاستثمار بين الجانبين تأطرت من خلال أوراق العمل التي قدمت خلال جلسات المؤتمر حيث نجح في مناقشة عدد من المشروعات الاستثمارية المشتركة على الصعيدين الحكومي والخاص في مجالات التكنولوجيا والابتكار، الصحة والصناعات الدوائية، الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة، التعليم العالي وتنمية المهارات، الأمن الغذائي والسلامة، والسياحة.
وقد عرض الدكتور عبد الله البشير رئيس هيئة المديرين لمستشفى الأردن، خلال جلسة الصحة والصناعات الدوائية تطور الرعاية الطبية في المملكة الأردنية الهاشمية وهيكلة القطاع الصحي الحكومي والخاص، مفصلاً عدد من المحاور أهمها السياحة العلاجية، وتطور عمليات القلب والكلى والانجاب وعدد المرضى التي تعالجهم المستفيات في المملكة من مختلف دول العالم، وعرض دراسة حول انخفاض تكلفة وأجور العلاج في المملكة مقارنة مع عدد كبير من دول العالم من يجعلها ميزة تنافسية للمملكة في هذا المجال.
وقد أكد رؤوساء الوفود وجامعة الدول العربية على تميز الوفد الأردني بمشاركته الفعالة في المؤتمر وتنوع القطاعات التي مثلها رجال الأعمال الأردنيين، مؤكدين أن ذلك يعكسه البيئة الاستثمارية المنافسة التي يتمتع به الأردن إضافة إلى الأمن والاستقرار الذي يعد أهم عامل في جذب الاستثمارات الأجنبية إلى المملكة، وذلك من خلال مشاركة هيئة الاستثمار الأردنية وشركة المدن الصناعية الأردنية.
وتضمنت التوصيات في البيان الختامي العمل على تعميق وتنويع روابط الاستثمار الثنائية بين الدول العربية والهند، والعمل على تطوير برامج بناء القدرات في القطاعات الحيوية خاصة فيما يتعلق بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة العربية، إضافة إلى تشجيع التعاون في مجالي الابتكار وتكنولوجيا المعلومات وتبادل المعلومات الخبرات بين الجانبين، والبدء بإنشاء غرفة تجارية عربية هندية مشتركة تعمل على مظلة جامعة الدول العربية.