استضاف المنبر الاقتصادي في جمعية رجال الاعمال الاردنيين مساء يوم الثلاثاء الموافق 28/1/2014 دولة الدكتور عدنان بدران رئيس جامعة البتراء في لقاء مع اعضاء الجمعية حول “مستقبل الطاقة في الأردن” بحضور عدد كبير من رجال الاعمال الاردنيين . القى معالي السيد حمدي الطباع كلمة ترحيبية في بداية اللقاء تحدث فيها عن التحديات التي تواجه قطاع الطاقة في الاردن واعرب عن قلق مجتمع الاعمال الاردني من تزايد قيمة فاتورة النفط وارتفاع تكلفة الطاقة على المنتج الاردني وبالتالي التاثير سلبا على تنافسية الانتاج الوطني محليا وعربيا ودوليا كما تشكل فاتورة الطاقة عبئا كبيرا على المواطنين وتساهم بشكل كبير في عجز الموازنة . واضاف ان الاردن يستورد حوالي 97% من احتياجاته للطاقة على الرغم من توفر مصادر محلية للطاقة يمكن ان تحل الى درجة ما ، مكان الطاقة المستوردة اذا ما حسن استغلالها وتوفرت الارادة والتمويل اللازمين لذلك . وقد قامت الحكومة بتحديث الاستراتيجية الوطنية الشاملة لقطاع الطاقة بعيدة المدى لتغطي الفترة (2007-2020). ووفقا لهذه الاستراتيجية تم اقرار عدد من السياسات الجديدة لمواجهة الوضع مستقبليا ، من أهمها التوسع في مشاريع الطاقة المتجددة كالشمس والرياح لانتاج الكهرباء وتفعيل برامج كفاءة الطاقة، وإدخال الصخر الزيتي كبديل لتوليد الكهرباء وانتاج الزيت الصخري، وكذلك إدخال الطاقة النووية كبديل لتوليد الكهرباء وهيكلة قطاع الطاقة وخصخصة مؤسساته الإنتاجية بحيث يتاح المجال للقطاع الخاص أن يقوم باستثماراته وفقاً لقوى السوق، وتعزيز مشاريع الربط الطاقي بين دول الإقليم لتحقيق امن التزويد بالطاقة. وزيادة التوسع في استخدام الغاز الطبيعي في توليد الكهرباء. كما قامت الحكومة باجراءات تحرير اسعار المشتقات النفطية وفق الاسعار العالمية للحد من الدعم الحكومي الذي بات يشكل عبئا كبيرا على الموازنة العامة للدولة . كما بوشر بفتح المجال للقطاع الخاص للاستثمار في هذا المجال مما يعني نظريا بان الحكومة تسير على الطريق الصحيح لاعادة هيكلة قطاع الطاقة وتوفير المصادر البديلة للطاقة المستوردة من خلال استغلال ثروات ومقدرات الوطن ومشاريع استراتيجية من شانها توفير الطاقة الكهربائية باسعار مقبولة تساهم بتعزيز تنافسية الانتاج الوطني والاقتصاد الاردني بشكل عام .
ولكن السؤال يبقى ما هو الجدول الزمني لتطبيق كل ما ورد وما مدى جدية التزام الحكومة بتنفيذ الاستراتيجية التي لا غبار عليها من الناحية النظرية وهل تم رصد المخصصات المالية اللازمة لتطبيق المشاريع الواردة ، وماذا عن مشروع قناة البحرين والذي من المفترض ان يتم استغلاله في توليد الطاقة الكهربائية فلا ذكر لهذا المشروع ضمن الاستراتيجية . هل هناك حوافز ومزايا لاستثمار القطاع الخاص في الطاقة المتجددة وما هي تلك الحوافز واين يرد ذلك ضمن مشروع قانون تشجيع الاستثمار الذي باعتقادنا لا حوافز فيه للمستثمرين ؟؟ تساؤلات طرحها رئيس الجمعية على دولة الدكتور عدنان بدران في ختام كلمته .
ثم تحدث دولة الدكتور عدنان بدران رئيس جامعة البترا للحضور واوضح أن الأردن يجابه مشكلة اقتصادية تتفاقم سنويا مع ارتفاع اسعار الطاقة الأحفورية بحيث ارتفعت فاتورة الطاقة المستوردة إلى 4.6 مليار دينار سنويا وبالعملة الصعبة وهذه الفاتورة في ارتفاع متزايد بحيث اصبحت تشكل نصف موازنة الدولة، وحوالي 83% من مجمل صادراتنا. مبينا ان السياسة الحكيمة لمجابهة هذا التحدي الاقتصادي الضخم هو اللجوء فورا الى مزيج من مصادر الطاقة وتنويعها بحيث لا تعتمد على مصدر واحد مع الأخذ باقتصاديات الطاقة للتقليل من المستورد منها وانتاجها محليا لخلق فرص عمل جديدة وتوفير العملة الصعبة والاعتماد على الذات وبناء منظومة متكاملة لطاقة مستدامة لا تخضع لمتغيرات العوامل الخارجية. وأضاف أن الأردن تأخر كثيرا في ادخال الطاقة المتجددة ضمن منظومته الطاقوية حيث انه ومن نظرة مسحية على الأردن للتعرف على المصادرالدائمة لتوليد الطاقة، فإن الطاقة المتجددة تشكل الأمل الكبير خاصة في مجال طاقة الرياح وطاقة الشمس. مبينا ان الأردن يقع ضمن نطاق الحزام الشمسي الساطع عليه ((7-5 KWH/م مربع حيث تتمتع مناطق معينة مثل القويرة ومعان بأعلى مستويات أشعة الشمس الطبيعية، وكذلك تبلغ سرعة الرياح في أماكن محددة ما بين( 9-7) متر/ ثانيه وهي معطيات واعدة لاستغلال الطاقة المتجددة لتوليد الكهرباء في الأردن.
وقال: اذا تأخرنا في استغلال الطاقة المتجددة فسيفوتنا القطار فقد وصل معدل الاستثمار في الطاقة المتجددة في العالم عام 2012 الى (244) بليون دولار مقارنة بحوالي ((100 بليون عام 2006. وأن الأردن كمستورد للطاقة ومتأثر بأسعار النفط العالمية يكمن مستقبله في الاستثمار في الطاقة المتجددة. واستعرض في محاضرته تاريخ صناعة الرياح في المملكة واستخدامها في توليد الطاقة الكهربائية مشيرا الى مشروع الطفيلة والقويرة والمفرق ومشروع طاقة الرياح في الفجيج. مبينا ذلك بالصور والخرائط والبيانات والأرقام. واختتم بدران محاضرته باستعراض التحديات الرئيسية للطاقة في الاردن والمتمثلة في الاندماج في شبكة الضغط العالي الوطنية وتطوير تكنولوجيا التخزين والتمويل الرأسمالي والتشريعات الحكومية والدعم الحكومي للطاقة الأحفورية.