القى معالي السيد حمدي الطباع رئيس اتحاد رجال الاعما ل العرب الكلمة الرئيسية في افتتاح مؤتمر الشراكة العربي الهندي الثالث الذي يعقد في ابو ظبي خلال الفترة 22-23/5/2012 برعاية صاحب السمو الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان ، وزير الخارجية في دولة الامارات العربية المتحدة . وجاء في كلمة معالي السيد حمدي الطباع :
إن سلسلة المؤتمرات الاقتصادية العربية الهندية التي يعقد ثالثها في ابوظبي اليوم والتي تنظمها الادارة الاقتصادية بجامعة الدول العربية واتحاد رجال الاعمال العرب واتحاد الغرف التجارية العربية تهدف الى النهوض بالعلاقات العربية الهندية الى آفاق ارحب لتشمل معظم قطاعات النشاط الاقتصادي وفي هذا الاطار اشير الى الزيارة الناجحة التي نظمها اتحاد رجال الاعمال العرب الى نيودلهي عام 2006 والتي اعتبرت واحدة من انجح الزيارات الخارجية للاتحاد على صعيد التعاون مع الاقتصادات الكبرى في العالم وكانت تلك الزيارة تستقرأ التقدم الكبير الذي احرزه الاقتصاد الهندي باعتباره واحداً من الاقتصادات الكبرى الناشئة في العالم.
يأتي انعقاد هذا المؤتمر اليوم في ابوظبي في ظل اوضاع اقتصادية عالمية واقليمية تتمثل بالازمة المالية في اوروبا وارتفاع اسعار النفط والمواد الغذائية والوضع الاقتصادي الصعب في الولايات المتحدة الامريكية وتدني معدلات النمو الاقتصادي في معظم الدول العربية بسبب الظروف الاقتصادية الاستثنائية التي تمر بها بعض الدول العربية حيث لا يبدو ان هذه الظروف سوف تستقر في الاجل القريب.
ومن جانب آخر فإن الظروف الأن مواتية لزيادة وتيرة التعاون التجاري والاستثماري بين الدول العربية والهند حيث بلغ حجم التجارة بين الهند والدول العربية اكثر من 120 مليار دولار ومن المتوقع ان يتجاوز 130 مليار دولار خلال هذا العام. والمعروف ان اكثر من 70% من مستوردات الهند من النفط والغاز تأتي من الدول العربية. وفيما يتعلق بالاستثمار فقد قدرت الاستثمارات الهندية في الدول العربية بنحو (6) مليار دولار ويتوقع ان يبلغ هذا الاستثمار نحو 30 ملياراً في السنوات القليلة المقبلة كما بلغت الاستثمارات العربية في الهند بنحو (2) مليار دولار بالاضافة الى اكثر من (4) ملايين من الايدي العاملة الهندية تعمل في الدول العربية يحولون حوالي 26 مليار دولار للهند في كل عام.
أن العلاقات الاقتصادية التاريخية الوطبدة بين الهند والدول العربية اثبتت ان هناك عدداً من الفرص المجدية للاستثمار في قطاعات اقتصادية واعدة في كلا الجانبين. ففي مجال التعدين والكيماويات والاسمدة فإن الهند مستورد رئيسي لمنتجات التعدين من الدول العربية مثل الفوسفات والبوتاس والكبريت والحديد ولها شراكات عدة في هذه القطاعات في الدول العربية، وهنالك فرص مجدية للاستثمار في مجال تصنيع الاسمدة، كما اننا ندعو الهند لاقامة مشاريع استثمارية في قطاع منتجات التعدين في الدول العربية وعدم الاكتفاء باستيراد المواد الخام حيث ان اقامة المشاريع المشتركة في الدول العربية يخدم السوق الهندي الكبير والسوق العربية البالغ تعدادها نحو 400 مليون نسمة.
وهناك قطاع صناعة الادوية المتطور في الهند حيث تستورد الدول العربية 90% من المواد الخام اللازمة للصناعات الدوائية من الهند والصين والبرازيل وتقوم باستخدام تكنولوجيا متقدمة لتصنيع منتجاتها من الادوية وعلية فإن هناك فرصاً كبيرة للتعاون في مجال تبادل المعلومات والابحاث في الصناعات الدوائية لتطوير الادوية بين الدول العربية والهند حيث تحتاح 223 شركة دواء عربية الى بناء تعاون وثيق مع الصناعة الدوائية الهندية المتقدمة.
ويشكل التعاون في مجال الزراعة جانباً هاماً من جوانب التعاون في تربية المواشي والتصنيع الغذائي ونقل الخبرات وتقنيات انظمة الري ومكافحة التصحر وتنمية الغابات ومناطق الرعي وهي مجالات لدى الهند خبرات متميزة فيها وتعتبر الدول العربية بحاجة ماسة لها في ظل فجوة الامن الغذائي المتزايدة في العالم العربي وانحسار رقعة الاراضي الزراعية الصالحة للزراعة، وبالمقابل فإن صناعة الاسمدة الكيماوية ومنتجات الفوسفات والبوتاس والمبيدات الزراعية من هذه الدول يفتح المجال لامكانية اقامة مشاريع استثمارية مشتركة تهدف الى توفير احتياجات السوق الهندي من هذه المواد.