ناقش أصحاب اعمال من العراق والأردن، فرص زيادة التعاون الاقتصادي بين البلدين واستغلال الفرص التجارية والاستثمارية بينهما، وذلك خلال مشاركتهم أمس في فعاليات منتدى الاعمال بالعاصمة بغداد “تحت شعار الشراكة من اجل المستقبل”، بمشاركة اصحاب اعمال وشركات من البلدين.
وأشاروا في المنتدى الذي حضره وزير الصناعة والتجارة الأردني وزير العمل يوسف الشمالي، ونظمته غرفتا تجارة وصناعة الأردن وجمعية رجال الاعمال الأردنيين بالشراكة مع مجلس الاعمال العراقي في عمان، لفرص التعاون الفترة المقبلة، وفي مقدمتها المدينة الاقتصادية المشتركة ومشروع الربط الكهربائي وخط انابيب من مدسنة حديثة غربي العراق للعقبة وتعزيز الامن الغذائي وسلاسل التوريد، والتكامل في مجال التصنيع.
وتضمن المنتدى الذي عقد على هامش اجتماعات اللجنة الأردنية العراقية المشتركة، لقاءات بين الشركات الأردنية والعراقية، وعرضا للفرص الاستثمارية المتاحة بالمملكة، رئيس غرفة تجارة الأردن خليل الحاج توفيق، دعا لبناء وحدة اقتصادية، فالعراق بالنسبة للأردن رئة اقتصادية مهمة، وطي صفحة الاجراءات والمعيقات التي تحول دون النهوض بعلاقات البلدين الاقتصادية، مشيدا بمجالات التعاون بين البلدين، والاستفادة من الخبرات الأردنية في التصنيع الغذائي.
وأعلن توفيق، عن إنشاء منصة الكترونية أردنية عراقية، تحوي معلومات عن البلدين والصناعات العراقية والمواقع السياحية، قائلا “”واجبنا الوقوف الى جانب العراق”، داعيا القطاع الخاص العراقي لزيادة الأردن، لمتابعة تطوير العلاقات الاقصادية وحل اي مشاكل تحول دون ذلك، وأكد رئيس غرفتي صناعة عمان والأردن فتحي الجغبير، وجود فرص كبيرة لتعزيز ونمو العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مبينا أن الصناعة الأردنية تمتلك فرصا تصديرية للسوق العراقية، تقدر بنحو 200 مليون دولار، تتمثل بالصناعات الغذائية والدوائية، والبلاستيكية والتعبئة والتغليف.
ولفت الى ان الصناعة العراقية تمتلك ايضا فرصا تصديرية للسوق الأردنية، تقدر بنحو 100 مليون دولار، تتمثل بالصناعات التعدينية والمعادن والورقية والغذائية (باستثناء المشتقات النفطية)،وبين ان الصناعة الأردنية، ذات خبرات واسعة لتكون شريكا استراتيجياً بمشروعات إعادة الإعمار بالعراق، متضمنة قطاعات صناعية ذات فرص حقيقية لإنجاح إعادة الإعمار، تتمثل بالصناعات الإنشائية.
وقال عضو مجلس ادارة جمعية رجال الاعمال الأردنيين ايمن العلاونة، ان القطاع الخدمي الأردني يتميز بالتنوع وتوافر الكفاءات، ويتسم بميزة تنافسية بالنسبة للاقتصاد الأردني، يمكن للجانب العراقي الاستفادة منها، بخاصة في القطاع المالي وتكنولوجيا المعلومات، الذي يحتل فيها الأردن مكانة متميزة إقليميا، وعرض العلاونة اهم الفرص المتاحة للتعاون بين البلدين، منها خدمات الأعمال المختلفة بخاصة لمالية والتمويل الأصغر والتكنولوجيا المالية وقطاع الصيرفة، وزيادة التكامل بين الجانبين في قطاع المقاولات والخدمات الاستثمارية والاستشارات الهندسية، لافتا لأهمية انشاء برامج عمل مشتركة، تحدد فيها أولويات الخدمات المستهدفة وفق حاجة السوقين، وتكثيف اللقاءات لممثلي القطاع الخاص والوفود التجارية.
وقدم ممثل قطاع الصناعات الجلدية والمحيكات ايهاب قادري عرضا حول آفاق التعاون بين البلدين، مبينا ان علاقات البلدين التجارية تتركز في منتجات محددة، وهناك 340 منتجا أردنيا تصدر للعراق مقابل 50 منتجا عراقيا مستوردا للمملكة، وشكلت صادرات منتجات الصيدلة والصابون 41 % من اجمالي الصادرات الأردنية للعراق، بينما تعتبر المنتجات النفطية ابرز السلع التي يصدرها العراق للأردن.
وأشار قادري لفرص التعاون التجاري والاستثماري الواعدة بين البلدين، والمتمثلة بإقامة المدنية الاقتصادية التي أعلن عنها في 2018، مشيرا الى ان الأردن يمتلك ميزات كفيلة بدعم العراق في بإعادة الاعمار، لا سيما في قطاعات الانشاءات والمقاولات والطاقة والمياه، والصناعات والخدمات.
وأكد أن رؤية التحديث الاقتصادي التي اطلقها الأردن، تستقطب 30 مليار دينار العقد المقبل في قطاعات السياحة والصناعة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وقال رئيس مجلس الاعمال العراقي في عمان ماجد الساعي، ان المنتدى يعقد في ظروف دولية واقليمة معقدة، تتطلب تكاملا اقتصاديا حقيقيا في مجال الامن الغذائي وسلاسل التوريد، مشيرا الى ان الاستثمارات العراقية في المملكة، تعتبر من اكثر الاستثمارات، وتوزع على الاصول والسندات والاسهم والودائع، وساهمت بدعم وتحريك عجلة الاقتصاد الأردني.
ولفت الى ان التكامل الاقتصادي مسؤولية تقع على عاتق القطاع الخاص، لكن على حكومتي البلدين توفير الدعم لهذا التوجه لجهة التشريعات المناسبة، وتسهيل اجراءات تنقل رجال الاعمال والبضائع.
وقال السفير الأردني في العراق منتصر العقلة، ان العلاقات الأردنية العراقية تطورت في السنوات الماضية، بفضل رعاية قيادتي البلدين، داعيا لاغتنام الفرص المتاحة بينهما لدعم التكامل الاقتصادي بينهما، بما يحقق المصالح المشتركة.
رئيس اتحاد غرف التجارة العراقية عبد الرزاق الزهيري، أكد اهمية التكتلات الاقتصادية في المنطقة، شريطة ان يكون هنالك ميزان تجاري متوازن فيما بينها، مبينا ان هنالك مقومات ايجابية لبناء تكامل اقتصادي بين البلدين، وقال رئيس اتحاد الصناعات العراقية عادل عكاب، ان الصناعات العراقية دخلت بوابة التطور والتقدم، وباتت منافسا قويا لمثيلاتها المستوردة، ووصلت لأسواق عربية واجنبية.
وقال رئيس اتحاد المقاولين العراقيين علي السنافي، ان العراق في بداية اعادة البناء لمشاريع البنية التحتية، في ظل حالة الامن والاستقرار التي يعيشها، وهذه فرصة كبيرة للشركات الأردنية للمشاركة فيها، وأشار لوجود شراكات أردنية عراقية في قطاع المقاولات، ونحن ما نزال نبحث عن شراكات حقيقية، مشددا على ضرورة اقتناص الفرصة وتبادل الخبرات في مجال المقاولات والانشاءات.