استضافت جمعية رجال الاعمال الاردنيين سيادة الشريف فارس شرف محافظ البنك المركزي في حلقة نقاشية يوم الاثنين الموافق 28 شباط 2011 بعنوان: “السياسة النقدية واثرها في تشجيع الاستثمار “
شارك في الحلقة النقاشية عدد كبير من رجال الاعمال وكبار المسؤولين في الشأن الاقتصادي وعدد من البنوك الاردنية واستهل اللقاء معالي العين حمدي الطباع ، رئيس الجمعية ، بكلمة ترحيبية استعرض فيها وجهة نظر مجتمع الاعمال فيما يخص اخر التطورات على الساحة الاقتصادية المحلية والسياسة النقدية ودورها في تشجيع الاستثمار وقال فيها
ياتي لقاؤنا اليوم للتباحث حول موضوع غاية في الاهمية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الاردن الا وهو السياسة النقدية واثرها في تشجيع الاستثمار ، خاصة وان متحدثنا الكريم قد شغل سابقا منصب نائب محافظ البنك المركزي ، ثم رئيس هيئة الوحدة الاستثمارية في مؤسسة الضمان الاجتماعي ، وموقعه الان محافظا للبنك المركزي له دلالة على الاهمية الكبيرة لدور السياسة النقدية في التاثير على القدرة في جذب الاستثمارات ودفع عجلة التنمية الاقتصادية من خلال تثبيت دعائم الاستقرار النقدي وتوفير الحوافز ليتمكن الاقتصاد الاردني من مواجهة التحديات القائمة في استمرار النمو الاقتصادي والتدفق الاستثماري الى المملكة لما في ذلك من اثرا كبيرا في خلق فرص العمل ومكافحة البطالة والفقر وتحسين مستوى معيشة المواطن . لقد تمكن البنك المركزي الاردني بفضل سياساته الحكيمة طيلة السنوات السابقة من المساهمة إلى حد كبير في الاستقرار النقدي والمالي في المملكة و المحافظة على ثبات قيمة الدينار الأردني والسيطرة على التضخم ، في ظل التحديات القائمة وفي مقدمتها ارتفاع المديونية وتزايد عجز الموازنة الذي تجاوز المليار دينار وتراجع الاستثمارات نتيجة الازمة المالية التي عانت منها اقتصادات العالم والمنطقة ، وقد تمكن الاردن بفضل قيادته الحكيمة وحصافة السياسات المالية والتقدية التي يتبعها من تجاوز الاثار السلبية لهذه الازمة الى حد ما وباقل الخسائر وان ذلك يتجلى من خلال مؤشرات الاقتصاد الوطني للعام 2010 التي اظهرت استمرارا في نمو الناتج المحلي فوصلت نسبة النمو الى 2.9 % ، و توفر رصيد احتياطي من العملات الصعبة بلغ 12.2 مليار دولار . يتطلع مجتمع الاعمال الاردني الى دور اكثر تاثيرا للبنك المركزي على القطاع المصرفي في مجال توفير التمويل اللازم لعمل واقامة المشاريع في القطاعات الاقتصادية المختلفة بان تنشئ البنوك نوافذ تمويلية بشروط ميسرة لتلبية احتياجات المشاريع المتوسطة والصغيرة التي تشكل غالبية المشاريع القائمة .
ثم القى سيادة الشريف فارس شرف كلمة استعرض فيها توجهات البنك المركزي للحفاظ على الاستقرار النقدي في المملكة وبنفس الوقت تشجيع الاستثمار وتحريك عجلة الاقتصاد . وأكد سيادة المحافظ أن جرعة ثقة سوف تقلل من اثر العامل النفسي الأكثر تأثيرا على أوضاع الاقتصاد الأردني بالرغم من حالة الاستقرار السياسي والاقتصادي في المملكة، وأكد أيضا انه بالرغم من توقعاتنا لصعوبة الوضع عام 2011 إلا أن الحل ما زال بأيدينا لكن كل ما نحتاجه هي ثقة بإمكانياتنا وكشف عن قيام البنك المركزي حاليا بدراسة الفارق بين سعر الفائدة على الودائع وسعر الفائدة على القروض تمهيدا لتخفيضه بما يتناسب ومصالح العملاء والمؤسسات المصرفية.
وتوقع أن يستمر الاقتصاد بمواجهة الصعوبات في عام 2011 بفعل التطورات الإقليمية التي نشهدها حاليا والتي قد تنسحب إلى عام مقبل. ولفت إلى أن التطورات الإقليمية بدأت تلقي بظلالها على تدفق الاستثمارات الخارجية المباشرة وحجم الصادرات والسياحة وأسعار النفط والغذاء ما سيؤثر على ميزان المدفوعات محليا. وأضاف ان هناك «بعض التقصير» من قبل الحكومات والبنك المركزي في معالجة الضغوط الاقتصادية التي وقعت عام 2009 منتقدا قرار كفالة الودائع المالية على اعتبار انه يحد من تنافسية القطاع المصرفي. وأكد المحافظ أن استقرار سعر صرف الدينار يمثل ركيزة أساسية في السياسة النقدية وركنا مهما وأساسا للاستقرار المالي والاقتصادي وتعزيز الكفاءة والتنافسية في الاقتصاد الوطني وجذب الاستثمارات الخارجية. وحث محافظ البنك المركزي القطاع المصرفي على تعزيز دوره في جانب المسؤولية الاجتماعية باعتبارها واجبا كبيرا لدورها المهم في النمو التنموي والاقتصادي الشامل والعادل للمجتمع، مشيرا إلى أن نشاط البنوك فيها ما زال (ضعيفا) ويخلطها مع مصاريف التسويق.