عمان – بترا- ترأس وزير الخارجية وشؤون المغ تربين ناصر جوده ونظيره الاماراتي سمو الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان في الوزارة امس اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة الثاني بين البلدين بمشاركة امناء عامين وممثلين عن عدد من الوزارات وممثلين عن القطاع الخاص في كلا البلدين.
وقال جوده في افتتاح اعمال اللجنة ان الاردن والامارات حققا نقلة نوعية في تعزيز التعاون المشترك بينهما في كافة المجالات،حيث يتمتع البلدان بإمكانيات وطاقات وموارد أسهمت في إستثمار الفرص المتاحة بما يعود بالخير والنفع عليهما وعلى شعبيهما ، وخير دليل على ذلك الحجم المتنامي للاستثمارات الإماراتية في الأردن التي تحظى بإهتمام كبير من لدنّ جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وتوجيهات جلالته المستمرة للحكومة لتقديم كل ما من شأنه ضمان نجاحها وإستمرارها.
وقال جوده أننا ممتنّون للرعاية الكبيرة والخاصة التي تحظي بها الجالية الأردنية من الكفاءات المؤهلة الموجودة في مختلف مناطق دولة الإمارات والتي تعمل بجدٍّ وتفانٍ كبيرين في دفع مسيرة النمو والبناء في بلدهم الثاني.
واكد إن البيئة الإستثمارية المتميزة التي يحظى بها الأردن القائمة على قواعد متينة عززها الإستقرار السياسي والأمني الذي تنعم به المملكة، مكنها من إستقطاب العديد من الإستثمارات العربية والأجنبية في مختلف القطاعات، والأردن إذ ينظر بإعتزاز كبير إلى الثقة التي يوليها المستثمر الإماراتي من كلا القطاعين العام والخاص في المناخ الإستثماري الأردني، ليؤكد إستمرار توفير كل أسباب النجاح الممكنة من أجل الحفاظ على النمو المضطرد لحجم الإستثمارات الإماراتية وإقامة شراكات إستثمارية من القطاعين العام والخاص التي من شأنها تعزيز قدرة إقتصادنا الوطني وتحقيق المنفعة المتبادلة لكلا الجانبين.
وقال جوده ان منطقتنا تمر بظروف بالغة الدقة والصعوبة، ما يتطلب منّا تنسيق الجهود المشتركة والتعاون من أجل معالجة العديد من القضايا ذات الإهتمام المشترك لضمان مستقبل أفضل لدولنا مشيرا إلى التنسيق الوثيق القائم بين الجانبين والتبادل المستمر لوجهات النظر حيال القضايا الإقليمية والدولية التي تتطابق في معظمها إن لم يكن فيها كافة، فالهم مشترك، والأهداف التي نطمح للوصول إليها واحدة، فكلانا يعمل بإخلاص من أجل تحقيق الرفاه والإزدهار لبلدينا وشعبينا الشقيقين، وتعزيز الإستقرار والسلام في المنطقة والعالم أجمع. وعبر جوده عن ارتياح الاردن للجهود المبذولة والمتواصلة لتعزيز العلاقة الإستراتيجية وفق خطة العمل المشترك للتعاون بين الأردن ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وما تمخض عنه الإجتماع الوزاري المشترك الرابع بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج والاردن والمغرب الذي عقد في الدوحة مؤخراً معربا عن امتنان الاردن وتقديره لقرار الإمارات بتحويل كامل قيمة مساهمتها من المنحة الخليجية المقررة لتمويل مشاريع تنموية في الأردن على مدار خمس سنوات، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في تعزيز قدرات الإقتصاد الأردني ومساندته في تحمل المسؤوليات الجسام الملقاة على عاتقه.
وقال جوده اننا نؤمن في الأردن بأن أمن دول الخليج العربي هو جزء لا يتجزأ من أمننا الوطني، وندعو إلى الإلتزام بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ونؤكد في هذا السياق على موقفنا الداعم للأشقاء في دولة الإمارات ومساندتهم في المطالبة بإستعادة السيادة الكاملة على الجزر الإماراتية المحتلة، وتأييدنا لكافة الدعوات السلمية الصادقة والمتكررة لدولة الإمارات للتوصل إلى تسوية عادلة لهذه القضية عبر المفاوضات المباشرة، أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
واكد ان الاردن يؤمن بأن أي بحث أو نقاش حول مستقبل المنطقة لا يمكن أن يكون هادفاً أو موضوعياً دون إيلاء القضية المركزية المتمثلة في حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه ودولته جل التركيز والإهتمام، وقال ان الاردن يدين بشدة التصعيد الخطير في الهجمات الممنهجة التي تقوم بها إسرائيل على المسجد الأقصى والقدس الشريف.
وفيما يتعلق بالأزمة السورية، اكد جوده على موقف الاردن بأن الحل يجب أن يكون حلاً سياسياً شاملاً، مشيرا الى أن الأردن وعلى الرغم من كل التحديات، لا زال يقوم بواجبه القومي والإنساني تجاه الأعداد المتزايدة للاجئين والمقيمين السوريين على الأراضي الأردنية والذين يفوق تعدادهم اليوم 1.5 مليون.
واعرب عن تقدير الأردن للدعم المستمر الذي تقدمه الإمارات للاجئين السوريين المتواجدين على أراضي المملكة. وفيما يتعلق بالعراق اكد جوده استمرار الأردن في تقديم الدعم لمساعي أبناء الشعب العراقي لترسيخ أمن وإستقرار العراق لما يشكله ذلك من ركيزة أساسية في ضمان أمن وإستقرار المنطقة بأسرها.
وقال جوده إننا في الأردن ملتزمون بمحاربة كل ما من شأنه أن يمس الصورة الحقيقية لديننا الإسلامي الحنيف الداعي للسماحة والإعتدال، كما أننا مستمرون في مكافحة التنظيمات الإرهابية التي تدعي الإسلام والإسلام منها براء و إننا معنيون بشكل مباشر في التصدي لقوى الظلام تلك التي تعمل على بث الكراهية وإشعال الحروب الطائفية في منطقتنا، حيث أن الحرب ضد الإرهاب هي حربنا جميعاً. والقى وزير خارجية الامارات العربية المتحدة الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان كلمة خلال الاجتماع اكد خلالها ان الامارات تعتبر الاردن شريكا استراتيجيا على مختلف الصعد وعلى كافة المستويات مشيدا بمستوى التنسيق بين الجانبين.
واكد على اهمية موقف الاردن ومشاركته الفاعلة في التحالف الدولي ضد الارهاب والتنظيمات الارهابية التي تمثل تهديدا لكافة دول المنطقة والعالم باسره.
واشاد بالدور الايجابي الذي يلعبه الاردن في الحفاظ على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف وصيانتها والتصدي للاستفزازات الاسرائيلية والاستيطانية التي ترمي الى المساس بالمقدسات وتغيير المعالم الاسلامية والمسيحية والعربية في القدس. وقال ان الامارات تقدر الجهود الكبيرة التي يبذلها الاردن من خلال استضافة اكثر من مليون ونصف لاجئ سوري على اراضيه وما يشكله ذلك من اعباء كبيرة على الدولة الاردنية. واشار الى ان حجم التبادل التجاري بين الاردن والامارات بلغ 764 مليون دولار خلال عام 2013 بزيادة قدرها 12 بالمائة عن عام 2012 وبلغ عدد الشركات الاماراتية في الاردن اكثر من 250 شركة مستثمرة فيما تجاوز حجم الاستثمارات الاماراتية 13 مليار دولار وبلغ عدد الرحلات الاسبوعية بين البلدين 87 رحلة عام 2014 الامر الذي من شانه ان يعزز السياحة المتبادلة بين البلدين كما ان عدد المقيمين الاردنيين في الامارات فاق 168 الف مقيم.
واكد اهمية اجتماع اللجنة المشتركة في فتح مجالات جديدة في مسيرة العلاقات الثنائية واستكشاف المزيد من فرص ومجالات الاستثمار والتعاون.
وتم خلال الاجتماع التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية التي تنظم التعاون بين الجانبين ابرزها مذكرة تفاهم في مجال حماية المستهلك ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الاثار والمتاحف وترميم الفسيفساء ومذكرة تفاهم في المجال الزراعي ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الشباب ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الطرق والجسور مثلما تم التوقيع على البرنامج التنفيذي للتعاون في المجال السياحي والبرنامج التنفيذي لاتفاقية تعاون في مجال القوى العاملة للاعوام 2015-2016 والبرنامج التنفيذي بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الامارات العربية المتحدة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الاردن للاعوام 2015 وكان جودة قد التقى وزير الخارجية الاماراتي و بحث معه العلاقات الثنائية واخر التطورات والمستجدات في المنطقة والتحديات التي تواجه البلدين.
واكد الطرفان على عمق ومتانة وتاريخية العلاقات التي تربط البلدين الشقيقين وقيادتيهما في مختلف المجالات والحرص المشترك على استمرار التنسيق والتشاور والتعاون حيال مختلف القضايا وفي مختلف المحافل الدولية.
وفي تصريحات صحافية مشتركة عقب اللقاء قال جوده ان افكارنا متطابقة جدا فيما يتعلق باهمية محاربة ومواجهة التطرف لان الاسلام براء من هذه التنظيمات التي تختبئ وراءه.
وقال وزير الخارجية الاماراتي اننا نثمن الجهود الاردنية خاصة من خلال عضوية الاردن لمجلس الامن والذي جعل مسؤولية الاردن مضاعفة ودوره في هذه المرحلة بغاية الاهمية. وقال ان التحديات التي تمر بها المنطقة تشكل خطر علينا جميعا وهناك تواصل على اعلى مستوى بين قيادتي البلدين وهناك مصلحة مشتركة بين البلدين ان كان في الجوانب الاقتصادية او الاستثمارية او العمالة او التبادل الثقافي وخلال اللجنة المشتركة خطونا مزيدا من الخطوات لايجاد ارضية اكثر صلابة. وقال امامنا طريق طويل ولكن الفرص التي يوفرها جلالة الملك وحكومة الاردن للامارات نحن نثمنها وسنكون عند حسن ظن الاردنيين في هذه العلاقة .