عقدت جمعية رجال الأعمال الأردنيين ندوة استثمارية أردنية تركية يوم الأربعاء الموافق 8/7/2020 وذلك بالتعاون مع مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركية .DEIK وبالشراكة مع هيئة الاستثمار الأردنية وذلك عبر تطبيق زووم. وهدفت الندوة إلى تنمية العلاقات الأردنية التركية الاقتصادية والاستثمارية من خلال تعزيز آواصر التعاون بين مجتمعي الأعمال من كلا الجانبين خاصة في ظل جائحة فايروس كورونا التي أثرت على الاقتصاد العالمي. وتضمنت الندوة مشاركة لعدد من رجال الأعمال من كلا الجانبين.
وأكد رئيس جمعية رجال الأعمال الأردنيين معالي السيد حمدي الطباع خلال الجلسة الإفتتاحية على أن الجمعية خريصة على تعزيز العلاقات الثنائية بين الجانبين مبيناً أن الأردن وتركيا يتمتعان بعلاقات سياسية وتاريخية ممتازة إلى جانب وجود علاقات اقتصادية طويلة الأمد ومتطورة، مع وجود أكثر من 40 إتفاقية ومذكرة تفاهم تم توقيعها بين البلدين.
لافتاً إلى إكتساب الأردن لشعبية متزايدة كمركز أعمال واستثمار في المنطقة، وذلك لإمتلاك البيئة الاستثمارية الأردنية التنافسية لعدد من المزايا التي شكلت عوامل جذب للمستثمرين على المستوى العربي والدولي. حيث تتمتع المملكة بموقع جغرافي إستراتيجي ومميز، وبيئة سياسية مستقرة، واقتصاد حر منفتح تجارياً على باقي دول العالم، إلى جانب وجود عدد من المناطق الحرة والصناعية والمدن التنموية والتي تقدم حزم متنوعة من الحوافز والإمتيازات الضربية وغير الضريبية إلى جانب تمتع الموارد البشرية الاردنية بالكفاءة والمهارة العالية.
مشيراً إلى تميز الأردن بإستقراره النقدي ومحافظة الدينار الأردني على قيمته بالرغم من التحديات والتقلبات الاقتصادية التي عانى منها، كما ويمنح قانون الاستثمار الأردني المستثمرين حرية تحويل الأرباح والأموال من دون فرض أي قيود أو معيقات عليها.
وبين الطباع بأن هناك العديد من الفرص الاستثمارية في الأردن والتي يمكن للقطاع الخاص التركي الاستثمار بها والإستفادة منها في مختلف القطاعات الاقتصادية خاصة وأن الأردن يعتبر بوابة دخول المنتجات التركية إلى أسواق الخليج العربي، مشيراً إلى أن الجانب الأردني يتطلع إلى الإستفادة من خبرة الجانب التركي في قطاع المياه والتكنولوجيا المتقدمة التي يمكن تطبيقها لتجنب خسارة وفقد المياه والمحافظة عليها.
كما ودعا الطباع الجانب التركي بعد الإنتهاء من جائحة فايروس كورونا المستجد إلى زيارة الأردن والإطلاع على الفرص الاستثمارية المميزة التي تقدمها منطقة العقبة.
وشدد الطباع على أن الأردن قد أثبت قدرته الكبيرة في إدارة الأزمات و أصبح نموذجاً يحتذى به في الإجراءات الوقائية والحتراية التي طبقها خلال مرحلة االتصدي لفيروس كورونا ويعد هذا عاملاً جذاباً للاستثمارات خاصة وأن الأردن أثبت نفسه كأحد أكثر الدول إستقراراً ووجهة مثالية للاستثمار الآمن.
مشيراً إلى أن هيئة الاستثمار الأردنية قامت بتحديد الفرص الاستثمارية المتاحة في القطاعات الاقتصادية الواعدة بخاصة القطاع الزراعي والصناعات الغذائية والقطاع الطبي والمستلزمات والمعدات الطبية و الصناعات الدوائية، كما وندعو جميع المستثمرين من مختلف الدول للإطلاع والإستفادة من هذه الفرص القيمة.
وأشار الطباع إلى أن حجم الاستثمار التركي في الأردن يبلغ ما يقارب 40 مليون دولار أمريكي ، ونحن نتطلع إلى زيادة قيمة الاستثمارات المتبادلة بين البلدين لتصبح أفضل وهذا أحد أهم أسباب عقد هذه الندوة الاستثمارية لمناقشة فرص الاستثمار المتاحة بين البلدين في القطاعات ذات الإهتمام المشترك. كما ونتطلع نحو إقامة مشاريع واستثمارات متبادلة في القطاعات الاقتصادية الواعدة. خاصة وأن تركيا متقدمة بالصناعة ويمكن التعاون في هذا المجال لغايات الوصول إلى أسواق جديدة مثل السوق الأفريقي.
وشدد الطباع على أن الجمعية تسعى على الدوام إلى التعاون المستمر فيما يصب بمصلحة العلاقات الاقتصادية المتميزة التي تجمع البلدين، مؤكداً بأن الجمعية ستبذل كل الجهود لتطوير هذه العلاقات بالتعاون مع مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركية.
بدوره، أشار سعادة السفير إسماعيل أراماز إلى أن هناك علاقات سياسية قوية بين البلدين، وأن الجانب التركي مهتم بشكل كبير في الاستثمار في الأردن، مؤكداً بأن هناك فرص كبيرة للتعاون في سبيل تعزيز العلاقات الثنائية. وأن السبيل لتحقيق هذا من خلال محاولة تقريب وجهات النظر لتحقيق المصالح المشتركة. لافتاً إلى أن هناك العديد من الشركات التركية التي قد يكون أمامها فرص كبيرة متاحة للاستثمار في الأردن والإستفادة من المزايا الاستثمارية التي تمنحها البيئة الاستثمارية الأردنية.
وبين السفير أنه يتوجب إعادة الزيارة التي قام بها الوفد التركي إلى الأردن العام الماضي خلال العام الحالي عندما تتحسن الأوضاع، خاصة وأن هذه اللقاءات تتيح المجال للتعاون المشترك، مؤكداً على إستعداد السفارة التركية للتعاون مع كل من هيئة الاستثمار الأردنية والجمعية في سبيل تعريف الجانب التركي بالفرص الاستثمارية في القطاعات الواعدة.
كما وأشار السفير إلى إهتمام الجانب التركي في مجالات المواد الخام والثروة المعدنية خاصة مادة السليكا، إلى جانب الإهتمام بمجالات التصنيع الغذائي. مبيناً أن إلغاء إتفاقية التجارة الحرة الأردنية التركية كان لها إنعكاسات سلبية على العلاقات التجارية بين البلدين.
من جهته، ثمن السيد عمر فاروق اقبال رئيس مجلس الأعمال التركي الأردني جهود جمعية رجال الأعمال الأردنيين الحثيثة في سبيل تعزيز العلاقات الثنائية بين الجانبين معرباً عن أمله بأن تكون نتائج الندوة الاستثمارية مثمرة، وأشار اقبال بأن مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركية .DEIK يهدف على الدوام إلى تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية والاقتصادية التركية الأردنية.
وأكد اقبال على أن تركيا حققت نجاح غير مسبوق في مجال جذب الاستثمارات في مختلف المجالات والقطاعات الاقتصادية، لافتاً إلى أن التوجه اليوم نحو زيادة آفاق ومجالات التعاون المشترك مع الأردن وذلك في سبيل التخفيف من الآثار السلبية لجائحة فايروس كورونا المستجد.
وأشار إقبال إلى أن أرقام التبادل التجاري البيني لا تعكس الإمكانيات المتاحة لدى كلا البلدين وأن هناك العديد من الفرص التي يمكن إستغلالها، مشدداً على أهمية إعادة النظر في إتفاقية التجارة الحرة التي تم إيقاف العمل بها. خاصة مع حدوث تراجع في الصادرات التركية إلى الأردن وكذلك الصادرات الأردنية إلى تركيا في كل من عام 2019 و2020. الأمر الذي يتطلب من مجتمعي الأعمال من كلا الجانبين بذل الجهود الحثيثة في سبيل تعزيز هذه الأرقام.
كما وأكد اقبال على أن زيارة الوفد التركي إلى الأردن في العام الماضي كانت زيارة مثمرة والتي تم من خلالها مقابلة رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز وزيارة هيئة الاستثمار الأردنية. ونتطلع إلى تكرارها في المستقبل القريب.
وأشار اقبال إلى أن جائحة فايروس كورونا المستجد وما رافقها من تداعيات صحية واقتصادية وإجتماعية شكلت عائقاً كبيراً أمام تحقيق الأهداف التي كان الاقتصاد التركي يطمح إلى تحقيقها. مؤكداً بأن الاقتصاد الأردني الذي يتمتع بالإستقرار والآمن يشكل مكانة متميزة للجانب التركي خاصة مع تمتع الأردن باقتصاد منفتح على دول العالم ويمتلك عدد مميز من الإتفاقيات التجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والإتحاد الأوروبي، الأمر الذي يشكل فرصة أمام الجانب التركي لنفاد منتجاته لأسواق جديدة.
وفي الجلسة الثانية للندوة أكد رئيس هيئة الاستثمار الدكتور خالد الوزني على ترحيب المملكة الأردنية الهاشمية بالإستثمارات التركية في الأردن وتقديم كافة الدعم والتسهيلات لها، مؤكداً أهمية العلاقات الإستراتيجية التي تجمع الأردن وتركيا في مختلف المجالات، وأضاف الوزني أن الأردن بفضل التوجيهات الملكية السامية للحكومة الأردنية في إدارة الأزمة والتعامل مع وباء كورونا والتي أثرت على العديد من إقتصادات العالم، أكدت أن البيئة الإستثمارية في الأردن تعتبر ملاذاً آمناً للاستثمار من خلال إشادات عالمية واسعة، فضلاً على ان هناك مواكبة مستمرة لتطوير البيئة الإستثمارية في المملكة بما يتناسب مع تطلعات المستثمرين وآمالهم.
مشيراً إلى أبرز المؤشرات الجاذبة للاستثمار في المملكة، من خلال تقدم مرتبة الاردن في التقارير الدولية المنبثقة عن البنك الدولي وتقارير ممارسة الاعمال 2020، وتصنيفه ضمن أعلى ثلاثة بلدان في العالم تحسناً في ترتيب سهولة أداء الأعمال، والعاشر عالمياً تطبيقاً للإصلاحات.
وبين رئيس هيئة الإستثمار أن الاردن يتمتع أيضاً بعوامل الإستقرار والموقع الجغرافي والقوى البشرية المدربة والمناطق التنموية والحرة وتشريعات عصرية وحرية حركة رأس المال ونظام بنكي قوي، داعياً رجال الاعمال والمستثمرين الأتراك للإستفادة من الموقع الإستراتيجي للأردن وإتفاقيات التجارة الحرة التي تربط الأردن بالعديد من الدول لدخول السلع والصادرات الى العديد من الاسواق العالمية.
وخلال اللقاء تم عرض حزمة من المشاريع والفرص الإستثمارية الواعدة والقابلة للتنفيذ في قطاعات إستثمارية متنوعة، إضافة إلى إستعراض أهم المزايا الإستثمارية التي جعلت الأردن مقصداً للاستثمار العربي والأجنبي.
كما و أجاب عطوفة السيد فريدون حرتوقة الأمين العام لهيئة الاستثمار الأردنية على إستفسارات الجانب التركي حول الفرص الاستثمارية والمشاريع التي يمكن إقامتها في مختلف مناطق المملكة في مختلف القطاعات الاقتصادية ونخص بالذكر المشاريع في مجال تحلية المياه والطاقة.
كما وأشار حرتوقة إلى وجود فرص استثمارية كبيرة في قطاع السياحة، الصناعة، الزراعة، القطاع الطبي، القطاع اللوجيستي والخدمات إلى جانب وجود حزمة متنوعة من الفرص الاستثمارية في القطاعات الواعدة التي برزت خلال فترة الجائحة.
وتضمنت الندوة ثلاثة جلسات عمل تم من خلالها مناقشة الفرص الاستثمارية في الأردن إلى جانب عقد عدد من اللقاءات الثنائية بين رجال الأعمال والمستثمرين من كلا الجانبين وذلك في قطاع الصناعات الغذائية والقطاع الزراعي و القطاع العقاري وتم بحث فرص التعاون المشترك. كما وناقش المشاركون عدد من القضايا التي تهم القطاع الخاص من كلا الجانبين. وإتفق الجانبان على تنظيم عدد من اللقاءات الثنائية المستقبلية في مختلف القطاعات الاقتصادية.
ومن الجدير ذكره أن هناك مجلس أعمال أردني تركي مشترك يجمع بين جمعية رجال الأعمال الأردنيين ومجلس العلاقات الخارجية الاقتصادية التركيةDEIK وقد تأسس في عام 1994 ويعتبر هذا المجلس من أنشط مجالس الأعمال، خاصة وأن كلا الجانبين حريص وبشكل كبير على عقد إجتماعاته بشكل دوري ومنتظم الأمر الذي ساهم بأن يكون المجلس جسر التواصل وحلقة الوصل بين مجتمعي الأعمال من كلا الجانبين. كما وساهم في تعزيز الاستثمارات المتبادلة بين البلدين.
وتضمنت الندوة الاستثمارية عدداً من اللقاءات الثنائية لقطاعين هامين هما القطاع الغذائي والزراعي، والقطاع العقاري حيث شارك باللقاءات الثنائية عدد من رجال الأعمال من كلا الجانبين تم خلالها التعريف بنشاطات الشركات المشاركة ومناقشة فرص التعاون في المجالات التجارية والاستثمارية. كما وتضمنت اللقاءات مناقشة لأبرز القضايا والمواضيع التي تهم القطاع الخاص من كلا الجانبين.