جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم يرسم خارطة طريق للدولة المدنية المتحضرة ويضع العالم امام مسؤولياته

جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم يرسم خارطة طريق للدولة المدنية المتحضرة ويضع العالم امام مسؤولياته

القى جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم خطابا تاريخيا من على اعلى منبر اممي خاطب فيه العالم في الدورة الثامنة والستين للجمعية العامة للامم المتحدة ، وضع فيه جلالته قادة العالم اما مسؤوليات يتحملها المجتمع الدولي تتعلق بالازمة السورية والقضية الفلسطينية ثم عرج جلالته في خطابه على الاصلاح في الاردن . وقبل ان يتناول هذه القضايا ابرز جلالته اجتماع احتضنه الاردن ضم اكثر من مائة عالم ديني مسلم ، وبين جلالته ما اجمع عليه هؤلاء العلماء بانه لا يوجد نموذج معياري واحد للدولة الاسلامية الحديثة التي ينبغي ان تكون دولة مدنية قائمة على المؤسسات وعلى دستور جامع يرتكز على سيادة القانون والعدالة وحرية الرأي والعبادة . فهذه رسالة للعالم اكد عليها جلالته في ضوء الاحداث التي تشهدها المنطقة من عنف وتطرف والغاء الاخر ، وهذا الامر جر الويلات على بعض دول المنطقة وادى الى تدمير ما بنته الشعوب في سنوات طويلة ودفعت ثمنه من ثرواتها ومقدراتها البشرية ودماء ابنائها . وكما اكد جلالته مرارا وفي مناسبات عدة ان الاسلام دين السلام والمحبة والحضارة الاسلامية التي انطلقت في شتى اصقاع الارض وما تحققت لولا روح التسامح والتعايش واحترام الاخر التي كانت سائدة في الدولة الاسلامية بما جمعته من من مختلف الجنسيات والاديان والطوائف. هذه الاضاءات لجلالته اقول انها ترسم خارطة طريق للدولة المدنية المتحضرة ، كما وضع خطاب جلالته العالم امام مسؤولياته .
فتناول جلالته قضية العرب الاولى واساس مشاكل المنطقة كلها وهي القضية الفلسطينية اذ لا حل لهذه القضية التاريخية دون تحقيق العدالة التي تعيد الحقوق لاهلها وتبلور من خلالها الدولة الفلسطينية على ارض فلسطين، وهذا التوجه في الخطاب ليعكس المسؤولية التاريخية التي يتحملها الهاشميون تجاه فلسطين والحفاظ على المقدسات الاسلامية والمسيحية فيها .
اما الازمة السورية فقد وضع جلالته المرتكزات الحل لهذه الازمة التي تعرض امن المنطقة برمتها للخطر ولا يكون ذلك دون الحوار وتحمل الجميع لمسؤولياته تجاه بلد عربي عريق يتعرض للتدمير واضحى جزء كبير من شعبه لاجئين في دول الجوار والاردن في المقدمة في المساعدة الانسانية لهؤلاء هذا البلد الصغير بموارده لا بستطيع الاستمرار بتحمل مشكلة اللاجئين دون دعم عاجل من المجتمع الدولي ، فالدولة الاردنية تعاني من تداعيات هذه المشكلة التي تزيد من اعباءه الاقتصادية وتضغط على بناه التحتية وتعمق من مشكلة البطالة فيه فالمجتمع الاردني لن يقف مكتوف الايدي اما اخوانه السوريين ففتح لهم المدارس ووفر لهم الماوى والعلاج والعمل والدعم الدولي لا يلبي المتطلبات والمشكلة لا بد من ايجاد حل سريع لها قبل ان تتفاقم وتهدد دول المنطقة بعد الاستقرار .
ولم يغب في خطاب جلالة الملك الحديث عن نهج الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي يعتمده الاردن حتى اضحى نموذجا بالمنطقة وتمكن من تحقيق الاصلاح بالحوار والتفاهم واحترام رغبات الشعب بالتطوير والتحديث وبالتفاف ابناء الشعب حول قيادتهم الهاشمية .
نعتقد ان الرسالة الاردنية واضحة وحازمة للمجتمع الدولي وجهها جلالته ووضع فيها النقاط على الحروف فهل من مجيب ؟ .
حمدي الطباع
رئيس جمعية رجال الاعمال الاردنيين