الأردن بـوابـة للاستـثـمـــارات الفرنكوفونية في المنطقة ..و«أرض الفرص الواعدة للمستثمرين الدوليين»

الأردن بـوابـة للاستـثـمـــارات الفرنكوفونية في المنطقة ..و«أرض الفرص الواعدة للمستثمرين الدوليين»

اذا أراد الاردن – وهوبالتأكيد يريد – تحقيق مخرجات رؤية التحديث الاقتصادي بكل ما احتوته من مبادرات في جميع القطاعات فليس أمامه سوى..الاستثمار»..واذا أرادت الحكومة – وهي بالتأكيد تريد – تحقيق ما وعدت به في برنامجها التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي..فليس أمامها أيضا سوى..» الاستثمار». وهو بالمناسبة وان كان واحدا من محركات رؤية التحديث الثمانية الا انه « الأهمّ « من أجل تحقيق ركائز رؤية التحديث التي تهدف لرفع معدلات النمو وخلق الوظائف..وهذا لا يتحقق دون العمل بجد على جذب الاستثمارات وتشجيعها سواء كانت استثمارات محلية أم خارجية.

لذلك فان الاستثمار هو وسيلة لتحقيق النمو الشامل والمستدام..والهدف خلق وظائف وتحسين جودة الحياة للمواطنين الاردنيين،ومن أجل تحقيق ذلك لا بد من تعاون وثيق بين القطاعين العام والخاص وشراكة حقيقية مع القطاع الخاص كي يقوم بدوره الكبير والفاعل لانجاح الرؤية الاقتصادية التي يقع على عاتق القطاع الخاص فيها توفير نحو 85 ٪ من نحو مليون وظيفة خلال السنوات العشر المقبلة.. وتوفير اكثر من
73 ٪ من الاستثمارات اللازمة لتأمين تمويل بنحو 41 مليار دينار للسنوات العشر المقبلة ( 27 ٪ على الحكومة و73 ٪ على القطاع الخاص).

من هنا نرصد جدية القطاع الخاص وتفاعله مع مخرجات الرؤية والقيام بدوره بتوفير كل ما يلزم من أجل تشجيع الاستثمارات في الاردن وعرض الفرص الاستثمارية في كافة المحافل والمناسبات والمعارض والمؤتمرات خارجيا ومحليا..ومن هنا نرى أهمية الدور الكبير الذي قامت به جمعية رجال الاعمال الاردنيين وأهمية المؤتمر الذي اقيم تحت الرعاية الملكية السامية ونظمته – في منطقة البحر الميت وعلى مدى يومي 15 و16 ايار/ مايو 2023 – جمعية رجال الأعمال الأردنيين بالتعاون مع مجموعة رجال الأعمال الناطقين بالفرنسية، وبمشاركة 200 شخصية من رجال الأعمال والمستثمرين والخبراء الاقتصاديين بمختلف المجالات إلى جانب مشاركة نخبة من الشركات والمؤسسات المحلية والعربية والعالمية.
هذا (المؤتمر الدولي الرابع لأصحاب الأعمال الناطقين بالفرنسية) والذي يقام تحت عنوان « الأردن أرض الفرص الواعدة للمستثمرين الدوليين «، شكّل فرصة أمام الاردن بقطاعيها الحكومي والخاص – خصوصا وأنه يعقد لأول مرة في دولة غير ناطقة باللغة الفرنسية وفي ذلك اشارة أخرى على أهمية ومكانة الاردن.
– شكّل المؤتمر فرصة لعرض الفرص الاستثمارية، والتشبيك بين رجال الاعمال الاردنيين من كافة القطاعات ونظرائهم من الدول الفرنكوفونية المشاركة.. خصوصا وأن المؤتمر عقد تحت عنوان : «الأردن أرض الفرص الواعدة للمستثمرين الدوليين».. وشاركت به 16 دولة هي : فرنسا – بلجيكا – كندا – رومانيا – كرواتيا – تونس – الجزائر – مصر – الامارات – فلسطين – ساحل العاج – نيجيريا – الكاميرون – بنين – والسنغال.. إلى جانب الأردن.
اهمية وعناوين ودلالات المؤتمر:
– في الاطار العام حمل المؤتمر أهمية كبرى بدءا من الرعاية الملكية السامية وافتتاحه من قبل وزيرة الاستثمار خلود السقاف مندوبة عن جلالته أعمال المؤتمر، مرورا بالحضور النوعي لرجال أعمال يمثلون 16 دولة بما فيها الاردن، وليس انتهاء بمضامين جلسات العمل الـ( 12) التي تحدث فيها اكثر من( 60) شخصية بمحاور هامة تطرقت جلساتها الى عناوين لقطاعات جاذبة للاستثمارات في الاردن ومواضيع حملت عناوين هامة على النحو التالي :
1 – فرص الاستثمار في الاردن من خلال الدول الفرنكوفونية وصناديق الاستثمار.
2 – الفرنسية: لغة الأعمال داخل المنطقة الفرنكوفونية.
3 – العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الأردن والشرق الأوسط والدول الناطقة بالفرنسية.
4 – آفاق فرص الاستثمار في قطاع السياحة.
5 – نظرة عامة حول غرفة التجارة والصناعة الفرنسية « كافراج «كنموذج.
6 – اقتصاد التضامن الاجتماعي، اتجاه سريع النمو في جميع أنحاء العالم.
7 – آفاق فرص الاستثمار في قطاع الطاقة والمياه والتقنية الخضراء.
8 – آفاق الفرص الاستثمارية في قطاع التعدين.
9 – رائدات الأعمال.. وتمكين المرأة.
10 – منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة.. بوابتك للاستثمارات والتجارة.
11 – فرص الاستثمار/ صناديق الاستثمار
12 – التدريب والذكاء الاصطناعي
هل حقق المؤتمر اهدافه ؟؟
– هذا سؤال نكرر طرحه عادة في ختام أعمال جميع المؤتمرات التي تعقد انطلاقا من أهمية المؤتمرات والمعارض تحديدا في التشبيك بين رجال الاعمال انفسهم وبين القطاعين العام والخاص وجميع المؤتمرين كل بحسب قطاعه وأهداف مشاركته.
– من هنا ومن خلال المتابعة لجميع جلسات المؤتمر واللقاءات الجانبية التي جمعت المشاركين نلخص ( النتائج) على النحو التالي:
أولا : بالنسبة لجمعية رجال الأعمال الأردنيين:
1 – حققت جمعية رجال الاعمال الاردنيين نجاحين وتستطيع ان تحقق الثالث… أما النجاح الاول فيتمثل في الرعاية الملكية السامية تأكيدا على أهمية هذا المؤتمر.. ثم الاستضافة ذاتها حين نجحت بجهود رئيسها حمدي الطباع باقناع المنظمين بأن يستضيف الاردن – وهو دولة ليست من مجموعة الدول الفرنكوفونية – اعمال الدورة الرابعة.. وهذا ما عبّر عنه وأشاراليه كل من تييري بوديه رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي الفرنسي، و جان لو بلاشير رئيس مجموعة رجال الاعمال الناطقين بالفرنسية خلال الكلمات الافتتاحية و الختامية للمؤتمر.
2 – النجاح الثاني تحقق بحسن التنظيم من خلال اللجنة التحضيرية للمؤتمر برئاسة رئيس الجمعية الحاج حمدي الطباع وعضوية كل من : نائب رئيس الجمعية محمد بهجت البلبيسي، وأمين الصندوق ميشيل نزال وأمين السر المهندس عبد الرحيم البقاعي وعضو مجلس ادارة الجمعية أيمن العلاونة.. حيث أشار المهندس عبد الرحيم البقاعي الى أن المؤتمر شكل فرصة للمستثمرين لتقييم فرص الاستثمار في الاردن، والتعرف على القطاعات الاقتصادية المختلفة التي يمكن الاستثمار فيها، اضافة لاتاحته منصة لتبادل الخبرات والافكار في مجالات مختلفة مثل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة وغيرها.
اضافة للنجاح في الاعداد والترتيب واختيار عناوين ومحاور الجلسات وادارة الجلسات، وبدا واضحا جهد مديرعام جمعية رجال الاعمال الاردنيين طارق حجازي الذي أكد على أهمية اللقاءات الثنائية التي يتيحها المؤتمر والتي توفر فرصا للتشبيك بين رجال الاعمال والمستثمرين وتعريفهم بأهم الفرص الاستثمارية والتجارية المتاحة، اضافة لمناقشة أبرز الشراكات الاستراتيجية الممكنة للتعاون التجاري والاستثماري وبما يساهم بجذب المزيد من الاستثمارات وتعزيز الروابط التجارية.
كما كان واضحا التواصل والتنسيق من قبل فريق المتابعة في الجمعية، اضافة للتعاون الدؤوب مع مجموعة رجال الأعمال الناطقين بالفرنسية وممثلتها في الاردن الدكتورة صفاء الحمايدة في الاعداد والمتابعة وتسهيل التشبيك والتواصل بين المشاركين في المؤتمر.. اضافة لباقي ترتيبات المؤتمر ممثلة بالجهات والشركات الراعية التي تم تكريمها من وزيرة الاستثمار خلود السقاف خلال حفل الافتتاح وهي (البنك العربي والملكية الأردنية، وشركة أورانج،وشركة مناجم الفوسفات وشركة البوتاس وهيئة تنشيط السياحة ووزارة الاستثمار، والتلفزيون الأردني.. اضافة لتكريم جريدة الدستور كشريك اعلامي للمؤتمر)… مع الاشارة هنا الى أهمية المعرض الذي رافق اعمال المؤتمر على مدى يومين…وفريق التغطية الاعلامية المميز من صحفيين ومصورين خلال المؤتمر.
3 – النجاح الثالث المنتظر من الجمعية يتعلق بمتابعة تنفيذ توصيات المؤتمر من خلال لجنة المتابعة التي اوصى المؤتمرون بتشكيلها لوضع برنامج تنفيذي تحقيقا لاهداف المؤتمر.
– تجدر الاشارة والاشادة هنا بتقرير أعدته جمعية رجال الاعمال الاردنيين بمناسبة المؤتمر حول ( العلاقات الاردنية مع الدول الفرنكوفونية / عينة مختارة ) أوردت فيه العديد من المعلومات القيمة بدءا من تعريف الدول الفرنكوفونية او «البلدان الناطقة بالفرنسية» وعددها مرورا باقتصادات البلدان الفرنكوفونية وأهم الموارد الطبيعية والموارد الاقتصادية.. وليس انتهاء بالعلاقات بين الاردن والدول الفرنكوفونية حيث ساعدت العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بتعزيز التنمية الاقتصادية والتبادل الثقافي والتعليم وغير ذلك بين الاردن والدول الفرنكوفونية عموما.
ثانيا : بالنسبة للأردن:
– بالنسبة للاردن.. فقد نجح ممثلو القطاعين العام والخاص بتحقيق ما يلي :
1 – الحديث بكل وضوح وشفافية وبالحقائق والارقام عن الفرص الاستثمارية الممكنة في الاردن وقد تجلى ذلك المشهد في جميع جلسات المؤتمر بدءا من الجلسة الافتتاحية حين اكدت مندوبة جلالة الملك راعي المؤتمر وزيرة الاستثمار خلود السقاف بأن «الاردن اليوم اصبح اكثر جاهزية للاستثمار» عارضة ابرز تعديلات قانون البيئة الاستثمارية الجديد امام المؤتمرين وما يوفره من حوافز، اضافة الى حديث أمين عام وزارة الاستثمار زاهر القطارنة في احدى الجلسات حول تفاصيل الاستراتيجية الوطنية لترويج الاستثمار وما تتضمنه من قطاعات واسواق محددة لجذب الاستثمارات، والاشارة الى 9 قطاعات في مقدمة الفرص الاستثمارية في الاردن..ومنها على سبيل المثال لا الحصر( انتاج الافلام و «الباك اوفيس»..الخ).
2 – الاردن ومن خلال المشاركين الرسميين والقطاع الخاص نجح بجذب اهتمام المشاركين من الدول الفرنكوفونية في قطاعات بعينها وفي مقدمتها :
السياحة والتي اكد وزير السياحة مكرم القيسي خلال مشاركته في المؤتمرعلى وجود فرص استثمارية متعددة في القطاع السياحي، لافتا الى زيارات قادمة لدول فرنكوفونية افريقية قريبا ومنها السنغال واثيوبيا بهدف ترويج السياحة الدينية المسيحية والحج المسيحي.
3 – الملكية الاردنية ممثلة برئيسها التنفيذي سامر المجالي عرضت خططها الحاضرة والمستقبلية لتطوير وتحديث اسطولها والدور الكبير الذي تضطلع به لتنشيط وترويج السياحة.. كما تحدث عضو جمعية رجال الاعمال الاردنيين ميشيل نزال حول الاستثمار في القطاع الفندقي والفرص المتاحة.. وحديث د. فارس بريزات حول رؤية التحديث الاقتصادي والجوانب المتعلقة بالسياحة على وجه الخصوص مشيرا الى اهمية السياحة الدينية وغيرها.
4 – كما تم تسويق العقبة الخاصة بمعظم مكوناتها واستثماراتها الاقتصادية والصناعية وحتى التعليمية خلال المؤتمر مؤكدا رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة نايف الفايز على وجود فرص استثمارية بصناعة الابتكار والافلام وسياحة المعارض والمؤتمرات..وغيرها، وتحدث المشاركون عن الفرص الاستثمارية في ميناء الحاويات والمنطقة الصناعية وجامعة العقبة للتكنولوجيا.. وغيرها من الفرص.
5 – قطاعات اخرى تم تسليط الضوء على فرص الاستثمار بها وفي مقدمتها قطاعات : التعدين والمياه وتكنولوجيا المعلومات..حيث تحدث الرئيس التنفيذي لشركة الفوسفات المهندس عبد الوهاب الرواد مؤكدا بان الاردن غني بالثروات المعدنية مشيرا الى مشاريع جديدة مهمة في حامض الفوسفوريك، في حين تحدث د. معن النسور الرئيس التنفيذي لشركة البوتاس العربية عن الاعلان عن صناعات جديدة ذات قيمة مضافة خلال الاشهر القادمة، وكشف المهندس أيمن عياش عن البدء باجراءات تسجيل الشركة الوطنية للتعدين كأهم مخرجات رؤية التحديث الاقتصادي براسمال 100 مليون دينار وسيتم طرحها للاكتتاب العام خلال 4-5 اشهر القادمة.
6 – الفرص الاستثمارية في الأردن كان لها نصيب في العديد من الحوارات وتحديدا في الجلسة التي أدارها مدير عام جمعية رجال الاعمال الاردنيين طارق حجازي وحملت عنوان (فرص الاستثمار في الاردن من خلال الدول الفرنكوفونية وصناديق الاستثمار) و أكد المتحدثون خلالها على ان الاردن يزخر بالفرص الاستثمارية العديدة في كل القطاعات، حيث أكد وزير الصناعة والتجارة والتموين الاسبق يعرب القضاة على وجود فرص عديدة تمتلكها الصناعة الاردنية في اسواق الدول الاوروبية والاستفادة من اتفاقية الشراكة التي تجمع الطرفين. في حين اكد رئيس غرفتي تجارة عمّان والاردن ( النائب الاول لرئيس غرفة التجارة الفرنسية العربية )خليل الحاج توفيق على ان المملكة تتمتع بمقومات كثيرة تمنكها من أن تكون مركزا اقليميا ودوليا للاستثمار. كما أشار أمين عام وزارة الاستثمار زاهر القطارنة الى أهم الفرص والمزايا التي يوفرها قانون البيئة الاستثمارية الجديد. كما أكدت ريم بدران رئيسة جمعية رجال الاعمال الاردنية الافريقية على أن هناك فرصا حقيقية لتكون المملكة مركزا للمستثمرين، وبوابة للوصول لدول المنطقة.
7 – قطاع المرأة والشباب كان له نصيب وافر من جلسات المؤتمر كون الشباب «ثروة الوطن الحقيقية» – كما اشار خليل الحاج توفيق رئيس غرفتي تجارة عمّان والاردن، وقد تم التأكيد خلال الجلسات على المجتمع الاردني الفتي الذي يشكل الشباب فيه نحو 70 ٪ والقدرات الابداعية للشباب خصوصا في تكنولوجيا المعلومات… كما كان حضور المرأة الاردنية لافتا في المؤتمر من خلال عرض قصص نجاح مميزة للمرأة الاردنية في ريادة الاعمال مع التأكيد على مزيد من الجهد في استراتيجيات وبرامج تمكين المرأة والشباب.. حيث تحدثت باسهاب وزيرة الصناعة والتجارة والتموين السابقة مها علي عن دور المراة الاردنية والمواقع التي باتت تتبوأها.. مشيرة ان هناك ارادة سياسية كبيرة بتعزيز دور المرأة تمثلت بتعديلات تشريعية وبالتأكيد على دور المرأة في رؤى الاصلاح الثلاث، كما تطرقت أمل دغلس رئيسة الهيئة الادارية لنادي صاحبات الأعمال والمهن عن النجاحات التي حققتها المرأة على أرض الواقع مستشهدة بعدد من المشاريع ومنها المتعلق باغلاق الفجوة الجندرية، في حين تحدثت ملاك العقيلي الرئيس التنفيذي لشركة القمح الذهبي لتجارة الحبوب والشريك الإداري في شركة كيان الذهبية للنفط والطاقة عن دور المراة في ريادة الاعمال متطرقة الى تجربتها في هذا المجال والتحديات التي واجهتها وكيف تغلبت عليها مؤكدة اننا اليوم في افضل وقت للاستثمار بعد انطلاق رؤية التحديث الاقتصادي والتي ركزت تماما على الريادة والابداع.
8 – المؤتمر شكل فرصة للاردن لعرض رؤى الاصلاح الثلاث (السياسية والاقتصادية والادارية) نحو اردن المستقبل وحظيت رؤية التحديث الاقتصادي بحديث مستفاض خلال جميع الجلسات وعلى مدى يومين.
9 – الجلسات شكلت فرصة للحوار المباشر من خلال مشاركة ممثلين عن القطاع الخاص من الاردن مع نظرائم و/ او نظرائهن من الدول الفرنكوفونية المشاركة والحديث حول سبل زيادة التبادل التجاري بين الاردن والشرق الاوسط والدول الفرنكوفونية، وطرح فرص الاستثمار في الصناديق الاستثمارية، وريادة الاعمال والذكاء الاصطناعي،.. وحتى في المشاريع الاقتصادية والاجتماعية..والتي تحدث عنها باسهاب د. موسى شتيوي رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي مشيرا الى وجود نحو 1479 جمعية تعاونية في الاردن تستحوذ جمعيات المنفعة المتبادلة على 52 ٪ منها، متطرقا لأبرز التحديات التي يواجهها القطاع ومنها عدم استقرار التشريعات ثم مشكلة التمويل و مشكلة التاهيل والتدريب وضعف الثقافة العامة.
10 – وحول الصناديق الاستثمارية تحدث محمد القريوتي كمستثمر مشيرا الى اهمية ما تمتاز به البيئة الاستثمارية في الاردن من استقرار السياستين المالية والنقدية وثبات سعر صرف الدينار وقوته، وأشار حسام نصراوي الى أهمية الصناديق الاستثمارية وأهمية التدريب للشباب وأهمية اللغة وتحديدا الفرنسية.
11 – كما حظي الذكاء الاصطناعي بأهمية بالغة خلال جلسات المؤتمر حيث أكد د. رامي شاهين بأن الاردن قادر على أن يكون بوابة فرنسا للمنطقة وتحديدا في مجال الذكاء الاصطناعي.. في حين أشار د. نضال البيطار الرئيس التنفيذي لجمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات في الأردن «إنتاج» الى ان دخل القطاع يصل الى 3 مليارات دولار سنويا، متطرقا الى دور «انتاج» في مساعدة الشركات المستثمرة في القطاع من تمكين بيئة الاعمال والوصول الى المعلومات والترويج.. وغير ذلك.
ثالثا : بالنسبة للمشاركين من الدول الفرنكوفونية :
– بالنسبة للمشاركين من الدول الفرنكوفونية فقد شكل المؤتمر لهم فرصة في عدة أمور منها :
1 – التأكيد على أهمية اللغة الفرنسية في دعم وتسهيل فرص الاستثمار وبيئة العمل بين الاردن والشرق الاوسط والدول الفرنكوفونية.. وحضيت الجلسة التي حملت عنوان : (الفرنسية: لغة الأعمال داخل المنطقة الفرنكوفونية) باهتمام واسع ونقاشات تؤكد أهمية اللغة الفرنسية ودورها الايجابي في الاستثمار وبيئة الاعمال..والتي أكدت الدكتورة شيرين قاقيش من الجامعة الاردنية على اهمية اللغة الفرنسية في سوق العمل الاردني مبدية عددا من الاقتراحات من اجل تشجيع تعليم اللغة الفرنسية.. كما تحدث المشاركون من الدول الفرنكوفونية باستفاضة عن اهمية اللغة الفرنسية بتسهيل التشبيك بين رجال الاعمال ومد جسور التعاون، وقد تجلى ذلك من خلال كلمات مشاركين من فرنسا والسنغال والكاميرون وساحل العاج بالاضافة لمتحدثين من تونس والاردن.
2 – شكل المؤتمر فرصة للحديث عن فرص استثمارية في عدد من الدول الفرنكوفونية ومنها على سبيل المثال لا الحصر : السنغال وتونس وساحل العاج والدول الافريقية على وجه الخصوص.. وتم الحديث – بل ودعوة المشاركين – لحضور مؤتمرات قادمة في تونس نوفمبر / تشرين الثاني المقبل دعا اليه د. طارق شريف ، ومؤتمر لتشجيع الاستثمار في السنغال تموز / ايلول المقبل دعا اليه الوزير السابق ورئيس وكالة تشجيع الاستثمار في السنغال عبدالله بالدي خلال جلسات المؤتمر.
3 – شكل المؤتمر فرصة للحديث باسهاب عن الدور الذي تضطلع به مجموعة رجال الأعمال الناطقين بالفرنسية.. والجمعيات والمؤسسات المعنية بالاستثمار في دول مثل السنغال والكاميرون وتونس وغيرهما من الدول المشاركة.. وفرصة لدعوة المستثمرين الاردنيين لفرص استثمارية متوفرة في الدول الفرنكوفونية وتحديدا القارة الافريقية..حيث أكد طارق شريف رئيس اتحاد الشركات في تونس بأن هناك « الكثير الكثير من فرص الاستثمار في القارة الافريقية « داعيا لضرورة استغلالها.. ومتحدثا عن فرص في الصناعات الدوائية والزراعية والغذائية في تونس.. كما شكل المؤتمر فرصة لاطلالة عامة حول غرفة التجارة والصناعة الفرنسية « كافراج «كنموذج.
رابعا : مذكرة تفاهم :
– واخيرا فقد وقعت جمعية رجال الاعمال الاردنيين منظمة المؤتمر في ختام اعمال المؤتمر مذكرة تفاهم، مع اتحاد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفرنسية، لتدعيم علاقات التعاون بين الجانبين بما يخدم مجتمع الأعمال، خاصة في مجالات المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
وتنص المذكرة على التعاون بإقامة الفعاليات والمؤتمرات والمنتديات وتوثيق الاتصال والتعارف وتقديم التسهيلات وتشجيع أعضاء الطرفين للمشاركة فيها، والتعاون بتشجيع وتسهيل تبادل الخبرات والمعلومات المتاحة لدى الطرفين حول فرص تنمية وتطوير مختلف القطاعات الاقتصادية، وإقامة شراكات استراتيجية على المستويات المحلية والعربية والإقليمية.
كما تهدف المذكرة إلى التعاون بمجال إعداد الدراسات والبحوث والإحصاءات والتقارير المشتركة بمختلف المجالات الاقتصادية، وعقد ندوات وورشات عمل مشتركة.
وقال رئيس جمعية رجال الأعمال الأردنيين حمدي الطباع أن مذكرة التفاهم ستسهم بتدعيم علاقات التعاون بين مجتمعي الأعمال من كلا الجانبين وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، وتطوير العمل المشترك، بما يخدم ويوسع آفاق العلاقات الاقتصادية بين الأردن وفرنسا التي تعد من أبرز الدول الفرانكفونية.
خامسا – التوصيات :
– أبرز توصيات ( المؤتمر الدولي الرابع لأصحاب الأعمال الناطقين بالفرنسية ) – والتي أعلنها نائب رئيس جمعية رجال الاعمال الاردنيين محمد البلبيسي – اشتملت على ما يلي :
– تأكيد المشاركين على أن الأردن بلد صديق وشريك مهم للدول الفرانكوفونية، معبرين عن شكرهم وتقديرهم لجلالة الملك عبدالله الثاني لرعايته السامية لمؤتمرهم.
– التاكيد على أن الأردن يتمتع بمقومات كثيرة تمكنه من أن يكون مركزاً إقليمياً ودولياً للاستثمار، مدعوماً بالكثير من المزايا والحوافز بمقدمتها الأمن والاستقرار ومكانة عالمية مرموقة واحترام وثقة عالية من أصحاب الأعمال والمستثمرين.
– الأردن زاخر بالفرص الاستثمارية المحفزة لأصحاب الأعمال بالعديد من القطاعات الصناعية والتجارية والخدمية يدعمها مسار حديث لمنظومة الاستثمار والأعمال والصناعة حققت قصص نجاحات عديدة وقفزات كبيرة لصادراتها خلال العامين الماضيين، لا سيما الصناعات التعدينية والتحويلية والدوائية.
– التأكيد على أهمية دخول الأردن في عضوية اتفاقية السوق المشتركة للشرق والجنوب الإفريقي (الكوميسا) التي تحقق دولها نموا اقتصاديا عاليا.
– المملكة بحاجة للبحث عن شراكات اقتصادية وتجارية جديدة للاستفادة من الخبرات والتجارب العالمية في العديد من المجالات.
– ضرورة منح حوافز للمستثمرين في مجال الصناعات التعدينية، فيما يتعلق بتوفير الطاقة وبأسعار منافسة للدول المجاورة من أجل تعزيز تنافسيتها.
– ضرورة إطلاق منصات تكنولوجية من خلال الأردن لتعزيز الشراكات مع الدول الفرانكوفونية ودعم الرياديين لتوفير فرص العمل للشباب لاسيما وأن المملكة تملك إمكانيات كبيرة بقطاع تكنولوجيا المعلومات.
– ضرورة استمرار العمل لإدامة جاهزية المواقع السياحية بمختلف مناطق المملكة، وبما يشجع القطاع الخاص على الاستثمار في القطاع السياحي.
– تسريع توجه الشركات في الدول الفرانكوفونية والأردن نحو الاقتصاد الاجتماعي وبشكل متسارع.
– ضرورة بحث الفرص الاقتصادية غير المستغلة بعد، سواء على الصعيد التجاري أو الصعيد الاستثماري بين الأردن والدول الفرانكوفونية.
– بحث آليات للحد من التحديات التي تقف أمام دخول المنتجات الأردنية الى الأسواق الفرانكوفونية، ولاسيما في إفريقيا.
– ضرورة التعاون في مجالات الترويج التجاري والاستثماري للأردن من خلال اقامة معارض تجارية واستثمارية في مختلف الدول الفرانكوفونية وتوقيع بروتوكولات تعاون، لتسهيل آليات العمل في هذا الشأن مع الجهات ذات العلاقة.
– تطوير برامج عمل مشتركة في المجال السياحي تسهم في الترويج السياحي للمملكة لدى مختلف الدول الفرانكوفونية.
– العمل على خلق المجتمعات المبنية على المعرفة والمعلوماتية لتمكين الشباب ودمجهم في سوق العمل بشكل مباشر.
– ضرورة استكشاف الفرص لمؤسسات الاستثمار المشترك بين الأردن والدول الفرانكوفونية، وبحث المعوقات التي تحول دون تأسيسها.
– التعاون في نقل التطور السريع في مجال الذكاء الاصطناعي من الدول الفرانكوفونية الى الأردن، كون المملكة تعد حاضنة مهمة ومتطورة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات على مستوى المنطقة.
– تشكيل لجنة متابعة بين جمعية رجال الأعمال الأردنيين ومجموعة رجال الأعمال الناطقين باللغة الفرنسية لوضع برنامج تنفيذي تحقيقاً لأهداف المؤتمر.
الخلاصة :
– أنقلها بشهادة «أهلها» وما قاله بكل صراحة ووضوح جان لو بلاشير رئيس مجموعة رجال الأعمال الناطقين باللغة الفرنسية في ختام اعمال المؤتمر ملخصا ما خرج به والمشاركون من انطباعات تؤكد على ما يلي :
– أن المؤتمر شكل فرصة لاستعراض فرص الاستثمار في الاردن من خلال الفضاء الفرنكوفوني وصناديق الاستثمار… و«قد أدركنا العديد من الفرص التي علينا استغلالها واستثمارها».
– «ليس هذا فحسب بل سننقل ما استمعنا اليه وسنشرح ما اطلعنا عليه من فرص في هذا البلد الجميل الى اعضاء مجموعتنا في الدول الفرنكوفونية».
– اللغة الفرنسية لغة جميلة محكية في الاردن.
– هناك فرصة لتنمية العلاقات الاقتصادية بين الاردن ودول الشرق الاوسط والدول الفرنكوفونية.
– هناك فرص استثمارية متعددة في الاردن في قطاع السياحة.. وقطاع الفنادق.
– هناك فرص استثمارية مهمة في الاردن بقطاعات ومشاريع الطاقة والطاقة المتجددة والمياه.. وفرص مهمة جدا في قطاع التعدين.
– «العقبة مدينة جميلة قمت بزيارتها وبها فرص استثمارية عديدة».
– فرص ومزايا الاستثمار في الاردن عديدة وفي مقدمتها الامن والاستقرار.. واقتصاد مستقر و «دينار» قوي ومستقر وهذه مؤشرات مهمة للمستثمرين.
– تدريب الشباب مهم جدا لهم وللشركات التي ترغب بتشغيل متدربين او تدريب العاملين لديها وسنحرص على دعم التدريب المهني والذكاء الاصطناعي.
– المرأة هي المستقبل..ونؤكد ضرورة الاستمرار بالعمل على تمكين المرأة… التي تترأس اليوم نحو 16 ٪ من الشركات في العالم.
معلومات عامة :
– عدد الدول في المنظمة الفرنكوفونية التي تأسست عام 1970 =(88) دولة منها ( 54) أعضاء و( 7) منتسبين و( 27) مراقبين.
– يقدر عدد الناطقين بالفرنسية بنحو ( 321) مليونا في جميع أنحاء العالم، ويتوقع وصولهم الى نحو ( 700 مليون ) في العام 2050.
– تعتبر الفرنسية اللغة الرئيسية لنحو ( 29 ) دولة في العالم.
– يقدّر عدد المتحدثين بالفرنسية في الاردن بنحو ( 40 الفا) منهم ( 1500 طالب في الجامعات ) و( 200 مدرسة خاصة) تدرس الفرنسية في الاردن.. اضافة لعدة آلاف من خريجي المعهد الفرنسي.