شارك اتحاد رجال الأعمال العرب ممثلاً برئيسه حمدي الطباع وأمينه العام المساعد في أعمال الدورة العاشرة لمؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين، والمنعقدة في الرياض خلال الفترة 11-12/06/2023 تحت رعاية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وبتنظيم مشترك من قبل وزارة الاستثمار السعودية بالشراكة مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والمجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية واتحاد الغرف العربية تحت شعار “التعاون من أجل الرخاء” وحظي المؤتمر بمشاركة 3,500 من قادة الأعمال والمبتكرين وصناع القرار من أكثر من 26 دولة، الى جانب نخبة من رجال الأعمال والمستثمرين من مختلف الدول العربية.
وأكد الطباع خلال مشاركته كمتحدث رئيسي في أعمال المؤتمر أن الاتحاد كأحد مؤسسات العمل العربي المشترك حريص على مشاركته الفاعلة والتنظيم في أعمال المؤتمر في مختلف دوراته، وذلك للدور الهام الذي يقوم عليه هذا المؤتمر في تعزيز العلاقات العربية الصينية وترسيخها وبما يعزز آفاق التعاون المشترك.
ولفت الطباع الى تميز العلاقات الاقتصادية العربية الصينية بالتنوع والشمولية، وقال الطباع: ” هذه العلاقات لم تترك أي قطاع اقتصادي الا وكان له دور كبير في تحقيق النمو الاقتصادي وتطوير الصادرات وتعزيز حجم التبادل التجاري والاستثمارات البينية بين الجانبين”.
وبين الطباع بأن الصين تهدف إلى تعزيز التجارة مع الدول العربية وتطوير العلاقات التجارية بينهما بشكل مستمر كما وتسعى الدول العربية كذلك إلى جذب المزيد من الاستثمارات الصينية في مختلف المجالات الاقتصادية، وتوفير البيئة الاستثمارية الملائمة للشركات الصينية. فحققت العلاقات الثنائية في الآونة الأخيرة، نقلة نوعية مع وجود العديد من الفرص الواعدة.
لافتاُ الى أن التجارة الخارجية بين الدول العربية والصين تحظى بأهمية كبيرة من كلا الجانبين خاصة وأن الصين تعتبر من أهم الشركاء التجاريين للدول العربية، مشيراً الى نمو الصادرات العربية الى الصين بمعدل 24.2%، لتبلغ 145 مليار دولار مشكلةً ما نسبته 14% من اجمالي الصادرات العربية بينما نمت الواردات العربية من الصين 6.2% خلال عام2021 لتبلغ 131 مليار دولار مشكلةً ما نسبته 5.3%. كما وبلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين 276 مليار دولار.
وأكد الطباع على أهمية مبادرة “الحزام والطريق” وانعكاساتها الايجابية على العلاقات العربية الصينية والتي تم اطلاقها خلال عام 2013 فقد كان للمبادرة تأثيرات ايجابية على العلاقات العربية الصينية، ونتج عنها تحسن في حجم التجارة والاستثمارات بين الصين والدول العربية المشاركة في المبادرة، الى جانب تعزيز التعاون الثنائي في مختلف القطاعات الاقتصادية.
وقال الطباع: ” لا يمكن انكار الآفاق المستقبلية للقمة العربية الصينية والتي تعد من الأحداث الرئيسية التي جمعت بين الدول العربية والصين خلال عام 2022 ومن المتوقع أن تساهم في تعزيز التعاون الثنائي بين الجانبين في مجالات متعددة، بما في ذلك الاقتصاد والتجارة والثقافة والعلوم والتكنولوجيا والتنمية المستدامة”.
وبين الطباع تطلعات مجتمع الأعمال العربي بأن يساهم المؤتمر في المضي قدماً لتعزيز التكامل الاقتصادي العربي والصيني ورفع مستوى التعاون الى آفاق جديدة من خلال تطوير وتحديث آليات التعاون المشتركة، وايجاد الحلول للمعيقات التي تواجه القطاع الخاص العربي والصيني والذي يشكل الرافعة الأولى لتعزيز مستوى التعاون الثنائي.
مشدداً على أهمية أن تكون الصين شريك أساسي في بناء البنية التحتية في الوطن العربي وأن تكون شريك استراتيجي للمنطقة العربية في قطاع تكنولوجيا المعلومات الذي يقود العالم في القرن الواحد والعشرين والتعاون المشترك من أجل توفير فرص عمل للعمالة في الوطن العربي بالتعاون مع الشركاء الصينيين ليصبح الشرق يقود العالم اقتصادياً.
وأكد الطباع على أهمية التعاون العربي الصيني في مجالات نقل المعرفة والتدريب المهني والتعاون على المستوى التعليمي خاصة التعليم المهني وانعكاساته الايجابية على القطاعات الاقتصادية، لافتاً الى أن التعليم والتدريب المهني يلعبان دورا مهما في تعزيز العلاقات العربية الصينية على عدة مستويات فيساهم التعاون في مجال التعليم والتدريب المهني في تعزيز التبادل الثقافي والأكاديمي بين الجانبين فينتج عنه بناء جسور التفاهم والتعاون بين الجانبين، كما ويساهم ذلك في تعزيز آفاق التعاون في المجالات الأكاديمية والبحثية وبما يساهم في تطوير المعرفة والتكنولوجيا في مجالات مختلفة.
وأكد الطباع أن التعاون في مجال التعليم المهني والتدريب يدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول العربية والصين فيمكن للخبرات والمعرفة التكنولوجية الصينية أن تساهم في تطوير المهارات المهنية والتقنية للعمال والشباب في الدول العربية، وبما يعزز قدراتهم وفرصهم في سوق العمل.
من جهته، أكد طارق حجازي الأمين العام المساعد للاتحاد من خلال مشاركته في أعمال المؤتمر على أهمية الصين كشريك استثماري وتجاري أساسي للوطن العربي مبيناً أن حجم
استثمارات الصين في الدول العربية ارتفعت 9 % بقيمة 17 مليار دولار خلال 2021 فكان حجم الاستثمار الكلي 196.9 مليار دولار بنهاية 2020، وتعتبر السعودية من أكثر الدول جذباً للاستثمارات الصينية التي استقطبت خلال الفترة 2005-2021 ما يقارب 43.5 مليار دولار.
وأشار حجازي لدور الصين في دعم آليات تمويل فرص الاستثمار في الوطن العربي لافتاً الى أن الصين لها دور هام ومحوري في مجالات تمويل الاستثمارات في الوطن العربي خاصة من خلال القروض والتمويل مبيناً أن الصين تقدم الصين قروضاً متنوعة لغايات تنفيذ مشاريع البنية التحتية والتنمية الاقتصادية في الوطن العربي، الى جانب استثمار الشركات الصينية في الوطن العربي مما يدعم فرص الاستثمار في مختلف القطاعات، بالإضافة الى الشراكات الاقتصادية التي تجمع كلا الجانبين في مجالات المناطق الحرة والتنموية والتعاون في مجال التكنولوجيا والابتكار.
وأشار حجازي الى اقتراح الاتحاد وبهدف تعزيز آفاق التعاون بين الصين والوطن العربي في مجالات تمويل فرص الاستثمار التوجه نحو توقيع بروتوكولات تعاون في هذا الشأن مع الجهات ذات العلاقة، وتوجيه هذه البروتوكولات نحو تأسيس صندوق استثماري مشترك يدعم تمويل المشاريع المشتركة والقائمة في الوطن العربي.
كما وبين حجازي الى أنه تم توقيع اتفاقيات استثمار مشتركة خلال انعقاد مؤتمر الأعمال العربي الصيني تتجاوز 10 مليار دولار تشمل على ما يقارب 30 اتفاقية وصفقة في عدد من القطاعات، بما في ذلك التكنولوجيا، ومصادر الطاقة المتجددة، والزراعة، والعقارات، والمعادن، وسلاسل التوريد، والسياحة، والرعاية الصحية. كما وشهد المؤتمر توقيع عدد من الاتفاقيات بين القطاعين العام والخاصبما يقارب 5.6 مليار دولار.
ولفت حجازي الى تنوع أعمال المؤتمر من حيث المواضيع المطروحة على أجندة الأعمال واللقاءات وورشات العمل الثرية مبيناً بأن أعمال المؤتمر تضمنت 8 جلسات حوارية رئيسة و18 ورشة عمل استهدفت في مجملها التعريف بالمبادرات والفرص التي تلعب دوراً هاماً في تكثيف التعاون المؤسسي بين الجانبين، وتعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة في المستقبل القريب، ومن أهم هذه المواضيع لفت حجازي الى مناقشة المؤتمر لموضوع الاستثمار والتمويل من خلال مبادرة الحزام والطريق، الى جانب الطرق المبتكرة لإنتاج الطاقة النظيفة، والطاقة المتجددة، والحد من الانبعاثات الكربونية، كما وتم بحث موضوع دور السياحة والترفيه في تنويع الاقتصاد، كما ولفت حجازي الى مناقشة الأمن الغذائي والزراعة وغيرها العديد من المواضيع الهامة. وأشار حجازي الى حرص الاتحاد على أن يكون شريكا داعماً في أعمال المؤتمر في مختلف دوراته المنعقدة وبما يساهم في تعزيز العلاقات العربية الصينية.